في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة التغيرات الاقتصادية، وتتراقص فيه أرقام الثروات على إيقاع تقلبات الأسواق، سطّر عام 2024 فصلًا جديدًا في قصة تضخم ثروات الصفوة النقدية. فقد شهد العالم قفزة غير مسبوقة في عدد الأثرياء، لتتجاوز أرقامهم كل التوقعات، وتُسجّل مستويات تاريخيةً لم يشهدها العالم من قبل.
وكأنّ الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم الأعوام الماضية، والتي أدت إلى تراجع ثروات العديد من الأثرياء، لم تكن سوى نسمة هواء عابرة، سرعان ما انقشعت لتكشف عن شمس ساطعة تُشرق على أرصدة الصفوة النقدية، وتُزيد من بريق ثرواتهم.
ويكشف تقرير “الثروة العالمية” الستار عن هذه الحقبة الذهبية للأثرياء، مشيرًا إلى أنّ عدد أصحاب الملايين في العالم قد ارتفع بنسبة كبيرة خلال العام الماضي، ليتجاوز عتبة الـ 22 مليون مليونير، في رقم قياسي لم يُسجّل من قبل.
و يُرجع التقرير هذا النمو الكبير في عدد الأثرياء إلى عدة عوامل، أبرزها:
- انتعاشة أسواق الأسهم: شهدت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا انتعاشة كبيرة خلال العام الماضي، مدفوعةً بالتفاؤل حول تعافي الاقتصاد العالمي، وانحسار مخاوف الركود.
- ثورة التكنولوجيا: أصبح قطاع التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للثروة في العالم، مع استمرار نمو شركات التكنولوجيا العملاقة، وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف منشآت الحياة.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي: أشعل الذكاء الاصطناعي حماس المستثمرين، وأدى إلى ضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال الواعد، مما انعكس إيجابًا على أسهم شركات التكنولوجيا.
لا تُظهر هذه الأرقام سوى جانبًا واحدًا من الصورة، فخلف هذه الأرقام قصص لكثيرين استطاعوا تحقيق الثراء بفضل إبداعاتهم، أو بفضل رؤيتهم الاستثمارية الثاقبة.
وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بأكبر عدد من أصحاب الملايين يصل إلى 7.431 مليون شخص، تليها اليابان بـ 3.777 مليون شخص ثم ألمانيا بـ 1.65 مليون، كما تبرز الصين كقوة اقتصادية بارزة مع زيادة ملحوظة في عدد أثريائها ليصل إلى 1.5 مليون شخص.
المصدر: Global Wealth Report