حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أن قبول انضمام فنلندا والسويد في حلف الناتو غير مضمون، إذا لم تف الدولتان بوعودهما لأنقرة، بحسب تقرير نشرته BBC.
وقال إن البرلمان التركي لن يصادق على طلبي الدولتين إذا لم تظهرا تضامنا مع أنقرة بـ”الفعل لا بالقول”.
ودأبت تركيا على اتهام الدولتين بإيواء أكراد تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.
وقال وزير العدل السويدي، مورغان يوهانسون، إن أي قرار يتعلق بتسليم أكراد، سوف تتخذه محاكم مستقلة، وفقا لما تنص عليه الاتفاقية الأوروبية لتسليم المجرمين، والتي وقعت عليها السويد وفنلندا وتركيا.
وأعلنت السويد وفنلندا عن رغبة في الانضمام إلى حلف الناتو، ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان من المرجح إبداء موافقة سريعة من الحلف على مساعيهما، إلى أن أعرب أردوغان عن مخاوفه.
ويوم الخميس، أوضح الرئيس التركي مجددا أن بإمكانه منع مساعي الدولتين. وطالب برفع حظر على بيع الأسلحة، فُرض ردا على التوغل العسكري التركي في سوريا عام 2019.
وجاء تحذير أردوغان في ختام قمة الناتو، التي دعا فيها الحلف دولتي الشمال الأوروبي رسميا للانضمام إلى التكتل المؤلف من 30 دولة.
ويبدو أن مذكرة التفاهم المؤلفة من عشر نقاط، والتي وقعت عليها الأطراف الثلاثة على هامش قمة حلف الناتو، يوم الثلاثاء تعالج الكثير من مخاوف أردوغان.
ولذا، تراجع أردوغان عن معارضته لمساعي انضمام الدولتين للناتو، وعقد اجتماعا مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعقبه تعهد ببيع طائرات حربية جديدة إلى تركيا.
وعلى الرغم من ذلك قال الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي، عُقد بالتزامن مع ختام القمة، إن مذكرة التفاهم لا تعني أن تركيا ستوافق تلقائيا على ضم الدولتين للحلف.
ويتعين موافقة جميع الدول الأعضاء على طلبات انضمام دول جديدة للحلف والتصديق عليها من برلماناتها.
وحذر أردوغان من أن سلوك السويد وفنلندا مستقبلا سيحدد إذا كان سيحيل طلبهما إلى البرلمان التركي للتصديق عليه من عدمه.
وقال “إذا قامت (الدولتان) بواجباتهما، فسوف نحيلها (مذكرة التفاهم) إلى البرلمان. وإذا لم تف (الدولتان) بها، فغير وارد فعل ذلك”.
واتهم مصدر دبلوماسي غربي في قمة الناتو أردوغان بالضلوع في “الابتزاز”.
تسليم مطلوبين
قال أردوغان إنه يتوقع تنفيذ الاتفاق “ليس بالقول فحسب، بل بالفعل أيضا”.
وكانت أنقرة أعلنت أنها سوف تسعى إلى الضغط من أجل تسليم فنلندا 12 مشتبها بهم، والسويد 21 مشتبها بهم.
وتتهم تركيا الـ33 جميعا بأنهم مسلحون أكراد أو أعضاء في جماعة يقودها رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، والذي تلقي تركيا باللائمة عليه في تدبير محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016.
وقال الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، يوم الأربعاء إن أردوغان يشير فيما يبدو إلى قضايا يتناولها بالفعل مسؤولون وتنظرها محاكم.
وأضاف نينيستو خلال مؤتمر صحفي في مدريد: “أعتقد أن كل هذه القضايا جرى حلها في فنلندا. هناك قرارات اتُخذت، قرارات صدرت جزئيا من محاكمنا”.
وكانت معظم مطالب تركيا والمفاوضات السابقة قد شملت السويد.
ولا تعلن السويد إحصاءات رسمية عن الأقليات العرقية لديها، بيد أنه من المعتقد وجود 100 ألف كردي يعيشون في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 10 ملايين نسمة.
وصنفت ستوكهولم حزب العمال الكردستاني المحظور منظمة “إرهابية” في ثمانينيات القرن الماضي، بيد أنها تبنت موقفا مختلفا تجاه أكراد سوريين.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، إنها تعتزم “التعاون بشكل أوثق مع تركيا” في مواجهة حزب العمال الكردستاني.
بيد أنها شددت أيضا على أنها “ستمتثل للقانون السويدي والدولي في هذا الشأن” ولن تسلم أحدا من مواطني بلدها.