قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السويد قدمت تعهدا لبلاده بتسليم 73 “إرهابيا”، لكن وزير العدل السويدي مورغان يوهانسون نفى ضمنيا ذلك.
وأوضح أردوغان -في تصريح صحفي عقب اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد، أمس الخميس- أن تركيا ستتابع بدقة تنفيذ القضايا المسجلة في المذكرة الثلاثية الموقعة مع السويد وفنلندا، لاتخاذ الخطوات اللازمة وفقًا لذلك.
وأكد أردوغان أنه، وفقا لمذكرة التفاهم الثلاثية، يجب على السويد وفنلندا الوفاء بمسؤولياتهما، ولا يمكن أن تمر المذكرة إلا بعد موافقة البرلمان التركي عليها.
وتابع أنه على السويد وفنلندا القضاء على تنظيمات حزب العمال الكردستاني وأذرعه في سوريا وجماعة فتح الله غولن “الإرهابية” واستكمال اللوائح القانونية المتعلقة بها.
وأردف قائلا “ما شهدناه خلال عملية قبول انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية الناتو يظهر الخطوط الحمراء لتركيا في ما يتعلق بملف الإرهاب، وعدتنا السويد بتسليم 73 إرهابيا”.
وأكد أن تركيا تحارب ما وصفه بالإرهاب الانفصالي منذ نحو 40 عامًا وأن آلافا من أبنائها راحوا ضحية الإرهاب، لذا لم يعد بإمكانها تحمل المماطلات.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن يبدي الناتو عزمه على مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره وألا يبقى ذلك حبرا على ورق.
وبخصوص شراء تركيا مقاتلات “إف-16” (F-16) من الولايات المتحدة، قال أردوغان إن “الجهود الصادقة للرئيس بايدن ستحظى بدعم كبير وسأرسل وفدا إلى الولايات المتحدة من دون تأخير”.
تعليق سويدي
من جانبه، شدد وزير العدل السويدي مورغن يوهانسون على أن القرارات المتعلقة بتسليم مطلوبين إلى دول أخرى يُصدرها “قضاء مستقل”، وذلك ردا على تصريح للرئيس أردوغان الذي أعلن فيه أن ستوكهولم “تعهدت” بتسليم أنقرة 73 “إرهابيا” في إطار اتفاق بشأن انضمام السويد لحلف الناتو.
وقال الوزير -في بيان- إنه “في السويد، القانون السويدي تطبقه محاكم مستقلة”.
وأضاف “يمكن تسليم أشخاص غير سويديين إلى دول أخرى بناء على طلبها، لكن حصرا حين يكون هذا الأمر متوافقا مع القانون السويدي والاتفاقية الأوروبية بشأن عمليات الترحيل”، مذكرا بتعذر تسليم أي مواطن سويدي.
وحسب ستوكهولم، فإن الاتفاق الذي تم توقيعه -مساء الثلاثاء الماضي- لرفع اعتراض تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “ينص بوضوح على أننا سنحترم الاتفاقية الأوروبية” في ما يتعلق بعمليات الترحيل.
لكن بعد مرور أقل من 48 ساعة على الاتفاق الذي أبرمته الدول الثلاث على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا أمس الخميس بإعاقة انضمام السويد وفنلندا إلى التحالف.
وذكر وزير العدل السويدي، ومن دون أن يشير إلى تصريح أردوغان بشكل مباشر، أن الكلمة الفصل في ما يتعلق بعمليات الترحيل تعود للمحكمة العليا “التي يحق لها الاعتراض على عمليات الترحيل”، وليس للحكومة.
والاتفاق الذي تم توقيعه مساء الثلاثاء الماضي، والذي تحتمل الكثير من عباراته التأويل، لقي ترحيبا سويديا لأنه يفتح المجال أمام انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي.
لكن الاتفاق يثير -في المقابل- هواجس كبيرة، ولا سيما لدى الأكراد، إزاء حقيقة التنازلات التي قدمتها ستوكهولم.