يوصف مستشفى فوروناست للأمراض العقلية الواقعة في بلدية بيتو، Piteå بأنه أحد أكثر الأماكن المسكونة في السويد.
ويتحدث زوار المشفى الذي تحول الى فندق في وقتنا الحالي عن سماعهم أصوات ورؤيتهم ضلال اشخاص غامضة دون وجود تفسير لذلك.
افتتح المستشفى في عام 1893، واستمر لمدة مائة عام برعاية المرضى المصابين بالأمراض النفسية، وفقاً لطرق العلاج التي كانت متبعة في ذلك الوقت. بعض المرضى قضوا عقود من الزمن في المستشفى ولم يغادروه الا بعد موتهم.
يحمل المبنى قيمة ثقافية واجتماعية مميزة، لأنه يعكس البيئة المعيشية التي اقام فيها المرضى والموظفون العاملون فيه.
“تعذيب وإهمال”
يقول خبير العلوم التربوية لمتحف مستشفى فوروناست مورغان ستينبرغ للتلفزيون السويدي، ان الكثير مما حدث في هذا المبنى كان سيُعتبر في وقتنا الحالي إهمالاً وتعذيباً.
ولما يقرب من مائة عام، عمل المبنى كمؤسسة للرعاية النفسية المغلقة للمصابين بالأمراض النفسية، البعض من المرضى عولجوا ورجعوا الى منازلهم، فيما لم يغادرها اخرون الا لمثواهم الأخير.
يقول ستينبرغ، أنه كان يتم ابعاد الأشخاص الذين كان يُعتقد بأنهم غير قابلين للشفاء عن المجتمع لمصلحتهم ومصلحة الآخرين.
كان المشفى يحوي نحو 900 مريضاً في وقت واحد، بالإضافة الى عدد العاملين الكبير ايضاً.
كان المشفى يمثل مجتمعاً صغيراً مغلقاً، بحسب ستينبرغ.
تشخيصات مرضية مختلفة
ورغم ان المشفى كان للمصابين بالأمراض النفسية، الا ان الأمراض التي كان يستقبلها تفاوتت بشكل كبير، من التشخيصات العصبية الى التشوهات الجسدية مثل الربو او التلعثم.
يسمى المبنى الذي حول الى فندق اليوم باسم قرية فورونسيت التجارية وغرف العلاج القديمة هي الان غرف فندقية.
ويحاول صائدو الأرواح من وقت لأخر البحث عن الأرواح الضائعة في المبنى.
وفيما إذا كان المبنى مسكوناً بالفعل، يقول ستينبرغ: عندما يقول الناس انه مسكون، فأنه دائماً ما يتحدثون عن الطابق السفلي، وهو أقل مكان كان المرضى يزوره، فلماذا ستبقى ارواحهم هناك؟
من الأشخاص اللواتي قضيت عمرها في المشفى هي آنا ليندرسون، التي دخلت في المشفى وهي بعمر 20 عاماً متأثرة بترك حبيبها لها، لكنها بقيت مسجونة هناك لأطول فترة على الإطلاق ولمدة 67 عاماً، بدون زيارات من أحد.
دخلت ليندرسون المشفى في عام 1893 وبقيت فيه حتى وفاتها عام 1960.