توفي 9 لاجئين سوريين بينهم 8 أطفال منهم 6 أشقاء، أصغرهم يبلغ من العمر عاماً واحداً، في حريق اندلع بشقتهم في ولاية بورصة التركية، التي أعلن واليها أن سبب الحريق يعود إلى موقد تدفئة كانت تستخدمه العائلة التي لجأت إلى تركيا قبل نحو 5 سنوات هرباً من الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.
ومنتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، اندلع حريق كبير في شقة بالطابق الأول ببناء في قضاء يلدريم التابع لولاية بورصة غربي تركيا، حيث عملت فرق الإطفاء على إخماد الحريق الذي امتد إلى الطوابق العليا قبل أن يتم الوصول إلى 9 جثامين متفحمة لأشخاص كانوا يقطنون الشقة الأساسية التي اندلع منها الحريق.
وبحسب المصادر التركية الرسمية، فإن الشقة كانت تقطنها عائلة سورية، وأن الضحايا هم أم سورية شابة و6 من أطفالها الذين تقل أعمار معظمهم عن 10 سنوات، و2 من الأطفال من أبناء أخ الأم، حيث توفوا جميعاً بسبب الاختناق والاحتراق حيث كانوا نياماً ولم يحاول أحد منهم النجاة من الحريق.
والي مدينة بورصة يعقوب جان بولاط، الذي زار مكان الحادث، قال للصحافيين إن فرق الإطفاء وصلت سريعاً إلى مكان الحريق، وتمكنت من إطفائه في وقت سريع، إلا أن المشهد كان محزناً للغاية، حيث وجدت الفرق المختصة جثامين 9 أشخاص داخل الشقة التي اشتعلت فيها النيران، لافتاً إلى أن والد الأطفال الستة كان خارج المنزل وقت وقوع الحريق، وأشار إلى أن رب الأسرة أصيب بالاختناق عندما عاد إلى المنزل وحاول المساعدة في إطفاء الحريق، واصفاً وضعه الصحي بـ”الجيد”.
وأوضح الوالي أن ضحايا الحريق جميعهم من الجنسية السورية، قائلاً: “مع الأسف فقدنا 9 من أبنائنا من أصول سورية كما أصيب أشخاص من عائلة سورية أخرى تقطن الطابق الأخير بالبناء”، مؤكداً أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق اندلع من موقد تدفئة كانت تستخدمه العائلة. وعلى الرغم من عدم وجود شبهات جنائية، أعلنت النيابة العامة في بورصة أنها فتحت تحقيقاً في الحادث.
من جهته، قال رئيس بلدية بورصة ألينور أكتاش، إن الأطفال الذين لقوا حتفهم في الحريق تراوحت أعمارهم بين عام و11 عاماً، وكان معظمهم في أسرّتهم لحظة اندلاع الحريق، مشيراً إلى أن الضحايا هم الأم وتبلغ من العمر 31 عاماً، وابنها الأصغر يبلغ عاماً واحداً وخمسة أبناء آخرين، وأبناء أخيها تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً.
ونقلت وكالات أنباء تركية محلية عن عمّ الأطفال قوله إنهم يعيشون في تركيا منذ عام 2017 بعد نزوحهم من مدينة حلب السورية هاربين من الحرب والقصف. فيما أفاد جيران وأقارب الضحايا، أن العائلة انتقلت إلى المبنى منذ حوالي شهر ونصف من مكان إقامة سابق في بورصة.
وقال محمد كريم، أحد الجيران، إن معيل الأسرة الذي يدعى حسين الجاسم كان يكسب قوت يومه من جمع “المعادن والكرتون” من النفايات، مضيفاً: “إنها مأساة.. فقدنا عائلتنا.. أنجبوا أطفالاً رائعين.. رحمهم الله”.