SWED 24: بينما يحتفل الأكراد بسقوط نظام بشار الأسد في المناطق الشمالية من سوريا، تتزايد المخاوف من تصاعد الهجمات المسلحة التي تشنها الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى العمليات العسكرية التركية في تلك المناطق.
إلهام أحمد، مسؤولة الشؤون الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية بسوريا، أعربت في تصريح للتلفزيون السويدي عن قلقها العميق بشأن مستقبل الأقليات في سوريا. وأكدت أن الوضع الراهن يتسم بحالة من الترقب والحذر بين جميع المكونات السورية.
وقالت أحمد، التي تزور السويد حاليًا، إن المرحلة الحالية تتطلب فتح حوار واسع بين القوى المختلفة للعمل نحو بناء دولة ديمقراطية متعددة الثقافات. وأضافت: “نطمح إلى تعاون شامل بين جميع الأطراف لضمان مستقبل يحقق المساواة ويحترم حقوق الجميع.”
تصاعد الهجمات التركية والجهادية
تزامن سقوط النظام السوري مع موجة جديدة من الهجمات المسلحة. فقد شنت الجماعات المتطرفة هجمات عنيفة في مدينة منبج، بينما أدت غارة تركية إلى مقتل 11 مدنيًا في منطقة خاضعة لسيطرة الإدارة الكردية.
في هذا السياق، طالبت إلهام أحمد المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والضغط على تركيا لوقف عدوانها على المناطق الكردية. وأكدت: “إننا بحاجة إلى دعم دولي حاسم لوقف هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني.”
الحل في إقامة نظام فيدرالي
أوضحت أحمد أن الحل السياسي للأزمة السورية يكمن في إقامة نظام فيدرالي يمنح الأقاليم الحكم الذاتي، مما يضمن تعايشًا سلميًا بين جميع المكونات السورية. وشددت على ضرورة بناء نظام سياسي يحترم التنوع الثقافي والديني واللغوي، مضيفة: “هذا هو السبيل الوحيد لضمان حقوق الجميع وبناء مستقبل مشترك.”
وأكدت أحمد أن القلق لا يقتصر على الأكراد فحسب، بل يشمل جميع الأقليات في سوريا، مشيرة إلى أهمية الحصول على دعم دولي يضمن حقوق الأقليات ومشاركتها الفاعلة في بناء دولة تقوم على المساواة والعدالة.
دعوة للعمل الجماعي
دعت إلهام أحمد في ختام حديثها إلى حوار بنّاء بين مختلف القوى السورية والدولية لوضع خارطة طريق تضمن تحقيق العدالة والاستقرار في سوريا. وقالت: “نحتاج إلى رؤية شاملة تؤمن بالتنوع وتعمل من أجل بناء سوريا جديدة للجميع.”