SWED24: كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الإدارة الأمريكية وافقت، في مسودة أولية لاتفاق سلام مع روسيا، على الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، إلى جانب رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
المسودة تم تقديمها خلال اجتماع سري بين مسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب وممثلين عن أوكرانيا وأوروبا، ما يعكس تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
وفقاً للتسريبات، فإن أوكرانيا تخضع لضغوط متزايدة لدراسة بنود المسودة خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم تقديم النسخة النهائية إلى الجانب الروسي في وقت لاحق.
وعبّر مسؤولون أوكرانيون مراراً عن رفضهم القاطع الاعتراف بالقرم أو بأي منطقة محتلة كأراضٍ روسية، معتبرين ذلك خرقاً صارخاً للقانون الدولي، في ظل رفض المجتمع الدولي لنتائج “الاستفتاء” الذي نظمته موسكو عام 2014.
“خط أحمر” لأوكرانيا… وانتصار استراتيجي لبوتين
ويرى مراقبون أن ضم القرم رسمياً لروسيا سيكون نصراً سياسياً كبيراً للرئيس فلاديمير بوتين، الذي يعتبر شبه الجزيرة حجر الزاوية في مشروعه لإحياء “الإمبراطورية الروسية”.
يقول يوسي لاسّيلا، الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، في تصريح لـ YLE: “بوتين مهووس بشبه جزيرة القرم. هي الأهم بالنسبة له من أي منطقة أخرى”.
شروط بوتين لإنهاء الحرب
لا تقتصر مطالب موسكو على القرم فقط. وفقاً للمصادر، فقد طرحت روسيا ثلاث مطالب رئيسية إضافية كشرط لإنهاء العمليات العسكرية:
- انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المحتلة: دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا وخيرسون، بما يسمح لموسكو ببسط سيطرتها الكاملة.
- تخلي أوكرانيا رسمياً عن طموحاتها في الانضمام للناتو.
- رفع العقوبات الدولية المفروضة على روسيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022.
ويرى محللون أن موافقة الولايات المتحدة حتى في مسودة أولية على هذه الشروط قد تفتح الباب أمام تصعيد داخلي في أوكرانيا، وانقسام في صفوف الحلفاء الغربيين، وسط مخاوف من تقويض المبادئ الدولية المتعلقة بوحدة الأراضي والسيادة.