هل نحن على أعتاب حرب شاملة في الشرق الأوسط؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة من التصعيدات المستمرة؟
مع تصاعد التوترات اليومية والهجمات المتبادلة، يزداد السؤال إلحاحًا: هل ما يجري بين إسرائيل وحزب الله هو تمهيد لحرب كبيرة؟ أم أن الأمر لا يزال تحت السيطرة، ويقتصر على مناوشات مسلحة تهدف لتحقيق أهداف محددة؟
حول ذلك، نشر الكاتب السويدي ولفغانغ هانسون، مقالاً يوم أمس في صحيفة “أفتونبلادت”، قال فيه أن الحرب بدأت فعلاً في المنطقة، والسؤال الآن يدور إلى أي حد يمكن أن تصل الأمور؟
وقال الكاتب في مقاله: الوضع الحالي في الشرق الأوسط يوحي بأن الحرب قد بدأت بالفعل، لكن السؤال الأكبر الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن تتصاعد الأوضاع؟ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو وكأنه يخوض مقامرة كبيرة، إذ يأمل في أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية المكثفة على “حزب الله” إلى وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
يُذكر أن حزب الله، المدعوم من إيران، أطلق صواريخ بشكل يومي على شمال إسرائيل منذ أكتوبر الماضي دعماً لحركة “حماس” في غزة.
في الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو الموافقة على أي هدنة، يستمر الصراع بين الجانبين في التصاعد. الوضع يذكرنا بحرب عام 2006 بين إسرائيل ولبنان، حين شهدت المنطقة دماراً واسعاً وارتفاعاً في عدد الضحايا.
إستراتيجية نتنياهو: التصعيد لفرض الهدوء؟
نتنياهو أمر بإعادة آلاف المواطنين الإسرائيليين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في الشمال بسبب القصف الصاروخي، ما يشير إلى تصعيد عسكري أكبر قادم. الخطة الآن تعتمد على إجبار “حزب الله” على وقف الهجمات من خلال تكثيف القصف الإسرائيلي على منصات إطلاق الصواريخ وأهداف أخرى في لبنان. وقد تتوسع هذه الهجمات إلى عملية برية لخلق منطقة عازلة في الجنوب اللبناني.
لكن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، حيث أن “حزب الله” يمتلك ترسانة متطورة من الأسلحة والصواريخ الدقيقة التي يمكن أن تصيب أهدافًا حساسة في إسرائيل.
وعلى الرغم من تفوق الجيش الإسرائيلي ودعمه من قبل الولايات المتحدة، فإن “حزب الله” يُعتبر واحدة من أقوى الميليشيات المسلحة في العالم، ما يجعل أي تصعيد معه محفوفًا بالمخاطر.
هل يشهد لبنان دمارًا جديدًا؟
في لبنان، يشهد البلد قصفًا إسرائيليًا مكثفًا يستهدف بشكل خاص معاقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تعرضت لتدمير كبير في حرب 2006. الآن، ومع تزايد القصف والضربات الجوية، يخشى اللبنانيون من تكرار سيناريو عام 2006، حيث كانت البنية التحتية مدمرة بشكل واسع.
ورغم أن معظم الشعب اللبناني لا يريد حربًا جديدة مع إسرائيل، إلا أن “حزب الله”، الذي يعتبر نفسه “دولة داخل الدولة”، يمضي في طريق المواجهة. الدعم الذي يتلقاه الحزب من إيران يجعله مستمرًا في هذه المعركة، رغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها.
إيران، التي تدعم “حزب الله” عسكريًا وماليًا، تُعد عاملاً رئيسيًا في المعادلة. رغم تصريحات طهران بأنها لا ترغب في اندلاع حرب إقليمية شاملة، إلا أن أي تهديد وجودي لحزب الله قد يدفع إيران للتدخل بشكل مباشر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يمكن لإيران أن تبقى مكتوفة الأيدي في حال تعرض “حزب الله” لخطر الهزيمة الكاملة؟
المخاوف من حرب إقليمية شاملة
مع استمرار التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”، تتزايد المخاوف من أن يمتد الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة. إذا قررت إيران التدخل لدعم حزب الله، أو إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل عسكريًا، فقد نشهد توسعًا في الصراع يتجاوز حدود لبنان وإسرائيل.
وختم الكاتب السويدي، ولفغانغ هانسون مقاله، قائلاً: يبدو أن المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد، ولا تزال الحرب التي بدأت محدودة الأهداف تحمل في طياتها احتمال أن تتحول إلى حرب إقليمية شاملة.