تعيش كيرونا، المدينة الشمالية في السويد، أزمة نقص حاد في العمالة المحلية. ما يضطر الشركات لنقل موظفين جواً من مختلف أنحاء البلاد والعالم.
وقد أصبحت هذه الظاهرة تتفاقم مع التحول الصناعي الأخضر الذي يزيد الطلب على القوى العاملة في المنطقة.
تعبر إيدا جوهانسون، مديرة فندق في كيرونا، عن صعوبة العثور على العمالة المحلية بقولها: “من المستحيل العثور على أشخاص هنا. فلم تعد تعتمد الفنادق، المطاعم، والمقاهي فقط على العمالة المحلية، بل تلجأ إلى استقدام الموظفين جواً لضمان استمرار عملها”.
كما أكدت ساندرا بيلتونين، مديرة المنطقة في سلسلة المقاهي Espresso House، أن سلسلة المقاهي استقدمت بين ثمانية إلى عشرة موظفين للعمل في كيرونا خلال العام الماضي.
يمثل فندق Camp Ripan حالة واضحة على الاعتماد الكبير على العمالة المستوردة. حيث يعمل فيه ما بين 20 إلى 25 جنسية مختلفة خلال موسم الذروة.
تقترح جوهانسون بشكل فكاهي تنظيم جولة توظيف في أوروبا قائلة: “تعالوا إلى كيرونا واعملوا”.
ويكشف تقرير بحثي جديد أن نقص العمالة يتزايد في جميع أنحاء السويد. وأن عدد الوظائف الشاغرة وصل إلى مستويات قياسية.
في كيرونا، يعبر السكان عن شعورهم بأن المدينة بدأت تشبه منصة نفطية. حيث يعمل العمال الضيوف بشكل مؤقت دون أن يسهموا في دفع الضرائب المحلية.
يشير عضو المجلس البلدي ماتس تافينيكو إلى أن البلدية تخسر حوالي 140 مليون كرونة سويدية سنويًا من عائدات الضرائب بسبب هذه الظاهرة.
تشكل قضية نقص المساكن في كيرونا أحد أهم التحديات، خاصة بعد نقل المدينة.
ويرى المجلس البلدي أن البلدية تحملت مسؤولية كبيرة في توسعة المنجم، ويطالب بفرض ضريبة على الاستخراج على الشركات التي تستغل الموارد الطبيعية في المنطقة لتعويض المجتمع المحلي.
في مواجهة هذه التحديات، تبرز ضرورة إيجاد حلول مستدامة لنقص العمالة والمساكن، مع التأكيد على أهمية مشاركة الشركات الكبرى في دعم المجتمعات المحلية التي تستفيد من مواردها الطبيعية.
وتحتاج كيرونا إلى دعم وتعاون جميع الأطراف لضمان استدامة نموها وتطورها الصناعي.
المصدر: SVT