SWED24: وسط تصاعد الجدل حول السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، دافع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عن تصريحاته المثيرة للجدل، مشدداً على أن الطريق إلى إنهاء الحرب يمر عبر الحوار مع روسيا.
وفي كلمته الافتتاحية خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC)، قال فانس: “أنا مقتنع بأننا أقرب من أي وقت مضى لتحقيق السلام في أوروبا، لأول مرة منذ ثلاث سنوات”.
تصريحات فانس تأتي بعد سلسلة من المواقف المفاجئة والمثيرة للجدل من إدارة ترامب، والتي تضمنت التراجع عن دعم عضوية أوكرانيا في الناتو، والتأكيد على أن العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 “غير واقعية”. كما بدأت الإدارة الأمريكية حواراً مباشراً مع موسكو بشأن أوكرانيا، دون إشراك كييف أو القادة الأوروبيين، ما أثار موجة من القلق والانتقادات في العواصم الأوروبية.
حفاوة في الداخل.. وقلق في الخارج
في حين أن القادة الأوروبيين يعقدون اجتماعات طارئة لمناقشة التداعيات، قوبلت تصريحات فانس بترحيب واسع وتصفيق حار في المؤتمر. كما دافع نائب الرئيس عن موقفه، مشيراً إلى أن الاتصالات المباشرة بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ضرورية لتحقيق السلام، رغم إثارة الجدل حول وصف ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”.
وقال فانس مازحاً: “لقد حظيت بتصفيق حار مرتين لنفس الخطاب. اثنان بسعر واحد!”، في إشارة إلى الحفاوة التي لقيها حديثه، وفقاً لموقع بوليتيكو.
إيلون ماسك يدخل على الخط
وفي أجواء المؤتمر المليئة بالحماس والتشدد السياسي، اعتلى الملياردير إيلون ماسك المنصة بعد ساعات من خطاب فانس.
ماسك، الذي يقود مبادرة “Doge” للإصلاح الحكومي في إدارة ترامب، يعمل على خفض النفقات الحكومية وإعادة هيكلة المؤسسات الفيدرالية.
وخلال ظهوره، قدّم له الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي منشاراً كهربائياً، وهو رمز حملته الانتخابية التي تعهد فيها بإجراء تخفيضات جذرية في القطاع الحكومي. ووسط تصفيق الحاضرين، رفع ماسك المنشار مازحاً: “نحن نحاول إنجاز أشياء جيدة… لكننا نحاول أيضاً الاستمتاع أثناء القيام بذلك… مع قليل من الفكاهة!”.
تحوّل سياسي قد يغيّر مستقبل أوكرانيا
يأتي هذا التحوّل الجذري في الموقف الأمريكي في وقت يزداد فيه التوتر الأوروبي بسبب استبعاد كييف من المفاوضات المباشرة بين واشنطن وموسكو.
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب قد تتجه إلى فرض تسوية قد لا تكون في صالح أوكرانيا، ما يهدد مستقبل دعم الغرب لكييف في حربها المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وفي ظل هذا المشهد، يبقى السؤال الكبير: هل ستشهد أوروبا سلامًا وفقاً لرؤية إدارة ترامب، أم أن هذا “السلام” سيكون على حساب استقلال أوكرانيا وسيادتها؟