أثار منع مشاركة ملاكمتين في بطولة العالم للملاكمة، لوجود كروموسومات “ذكورية” لديهما، جدلاً واسعاً، لا سيما مع سماح اللجنة الأولمبية الدولية بمشاركتهما في دورة الألعاب الأولمبية الحالية.
وكشفت اختبارات الكروموسومات، التي أجريت خلال بطولة العالم للملاكمة، عن وجود كروموسومات X وY لدى كل من إيمان خليف من الجزائر ولين يو-تينغ من تايوان، وهي التركيبة الجينية التي توجد عادةً لدى الرجال.
ورغم أن اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) لم تُصادق على هذه الاختبارات التي أجراها الاتحاد الدولي للملاكمة، إلا أنها سمحت لكلتا الملاكمتين بالمشاركة في الأولمبياد، حيث ضمنتا ميداليات بعد تأهلهما إلى نصف النهائي.
وأثار هذا القرار تساؤلات حول تأثير وجود كروموسومات X وY على أداء الرياضيات، وهو ما أكدته الدكتورة أنجليكا هيرشبيرغ، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى كارولينسكا والبروفيسورة في معهد كارولينسكا: “نعلم أن لهذا الأمر دورًا كبيرًا في الأداء الرياضي”.
وأوضحت هيرشبيرغ، وهي أيضًا مستشارة طبية للجنة الأولمبية السويدية واللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للألعاب الرياضية، أن هذه الحالات نادرة ولكنها قد تُهيمن على بعض الرياضات، لافتةً إلى أن مستويات هرمون التستوستيرون لدى هؤلاء الرياضيات قد تصل إلى 10 أضعاف المستوى الطبيعي لدى النساء، مما يمنحهن أفضلية واضحة في المنافسات.
وأكدت هيرشبيرغ أن الهدف من إجراء مثل هذه الاختبارات ليس تحديد جنس الرياضيين، بل ضمان العدالة في المنافسة، مشيرةً إلى أن الفارق في الأداء بين الرجال والنساء في معظم الرياضات يتراوح بين 10 و20%، وهو ما يعني أن منافسة النساء ضد أشخاص يتمتعون بقدرات جسدية ذكورية أمر غير عادل.
يُذكر أن القرار أثار ردود فعل غاضبة، لا سيما من الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت من مواجهتها مع إيمان خليف بعد 42 ثانية فقط من بداية المباراة، قائلةً إنها لم تتعرض لهذا النوع من الضربات من قبل.
في المقابل، دافع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ عن قراره، معتبراً أن الانتقادات التي تعرضت لها الملاكمات “غير مقبولة”، مشدداً على أنهما “مولودتان إناثًا ونشأتا كإناث وتمتلكان جوازات سفر نسائية وتتنافسان منذ سنوات كإناث”.
المصدر: Sydsvenskan