صحة: نشر موقع بي بي سي عربية على الإنترنت، مقالاً بقلم سمية نصر، بعنوان: ما هي مقاومة الإنسولين؟ وهل يساعد الصيام في التغلب عليها؟ مما جاء فيه: “في السنوات الأخيرة، تصاعد الاهتمام بمفهوم “مقاومة الإنسولين” وأصبح محط نقاش واسع في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وانتشرت كتب وبرامج غذائية وتمارين رياضية يدّعي مبتكروها أنها تساعد على تجنب هذه المشكلة أو التغلب عليها.
لكن ما هي مقاومة الإنسولين؟ وما أعراضها؟ وهل يمكن علاجها؟ وهل للصيام دور في السيطرة عليها؟
ما هو الإنسولين؟
الإنسولين هو هرمون رئيسي يفرزه البنكرياس لتنظيم مستويات السكر في الدم، إذ يسمح للجسم باستخدام الغلوكوز للحصول على الطاقة أو تخزينه لاستخدام لاحق. يعمل الإنسولين كالتالي:
- بعد تناول الطعام، يتحول إلى غلوكوز يدخل مجرى الدم.
- يفرز البنكرياس الإنسولين لمساعدة الخلايا في امتصاص الغلوكوز.
- عندما تنخفض مستويات الغلوكوز في الدم، يتوقف البنكرياس عن إفراز الإنسولين.
ما هي مقاومة الإنسولين؟
تحدث مقاومة الإنسولين عندما تصبح خلايا العضلات والدهون والكبد أقل استجابة له، مما يؤدي إلى بقاء مستويات الغلوكوز مرتفعة في الدم. وفي محاولة لتعويض ذلك، يقوم البنكرياس بإفراز المزيد من الإنسولين، وهو ما يعرف بـ “فرط الإنسولين”. مع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري ومشكلات صحية أخرى.
أسباب مقاومة الإنسولين
يقول البروفيسور فرانك جوزيف، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري، إن مقاومة الإنسولين تنشأ نتيجة مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، منها:
- السمنة: الدهون المتراكمة، خصوصًا حول البطن، تفرز مواد تعوق عمل الإنسولين.
- قلة النشاط البدني: ممارسة الرياضة تساعد في استهلاك الغلوكوز وتحسين حساسية الإنسولين.
- عوامل وراثية: بعض الأفراد لديهم استعداد جيني لهذه الحالة.
- النظام الغذائي غير الصحي: الأطعمة المصنعة والمكررة تزيد من خطر مقاومة الإنسولين.
- التوتر المزمن: يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، الذي يؤثر سلبًا على تنظيم السكر في الدم.
- اضطرابات النوم: قلة النوم تؤثر على حساسية الإنسولين.
- بعض الحالات المرضية: مثل متلازمة تكيس المبايض ومتلازمة كوشينغ ومرض الكبد الدهني.
- الشيخوخة: تقل استجابة الخلايا للإنسولين مع التقدم في العمر.
الأعراض
قد لا تظهر أعراض مقاومة الإنسولين في البداية، لكن هناك علامات تحذيرية مثل:
- الإرهاق الناتج عن تذبذب مستويات السكر.
- صعوبة فقدان الوزن رغم اتباع الحمية وممارسة الرياضة.
- بقع داكنة على الجلد، خاصة في الرقبة أو الفخذ أو تحت الإبط.
- ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
- متلازمة تكيس المبايض لدى النساء.
في حال تطورت مقاومة الإنسولين إلى النوع الثاني من السكري، قد تظهر أعراض أخرى مثل العطش المفرط، التبول المتكرر، وضبابية الرؤية.
هل يمكن الشفاء من مقاومة الإنسولين؟
يقول البروفيسور جوزيف إن مقاومة الإنسولين يمكن عكسها أو على الأقل تحسينها بشكل كبير من خلال:
✔ تعديل النظام الغذائي: تناول الحبوب الكاملة بدلاً من الكربوهيدرات المكررة، واختيار الفواكه منخفضة السكر مع مصادر بروتين أو دهون صحية.
✔ زيادة النشاط البدني: المشي، التمارين الهوائية، وتمارين القوة.
✔ تقليل التوتر: من خلال التأمل، الرياضة، أو قضاء الوقت في الطبيعة.
✔ تحسين النوم: الحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا.
✔ تناول بعض الأدوية مثل الميتفورمين، بإشراف الطبيب.
هل الصيام مفيد لمقاومة الإنسولين؟
أصبح الصيام المتقطع من أكثر المواضيع انتشارًا مؤخرًا، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يساعد في تحسين حساسية الإنسولين.
🔹 دراسة نُشرت في دورية Cell Metabolism عام 2015 وجدت أن الصيام المتقطع يمكن أن يحسن استجابة الجسم للإنسولين لدى الأشخاص غير المصابين بالسمنة، حتى دون فقدان الوزن.
🔹 أما صيام شهر رمضان، فقد أظهرت بعض الأبحاث أنه قد يؤدي إلى تحسين حساسية الإنسولين، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مقاومته أو مرض السكري من النوع الثاني.
لكن جوزيف يؤكد أن تأثير الصيام يختلف من شخص لآخر، وقد لا يكون مناسبًا للجميع، خاصة لمن يعانون من مشكلات صحية معينة. لذلك يُفضل استشارة الطبيب قبل اتباع أي نظام صيامي.
خلاصة
مقاومة الإنسولين مشكلة متزايدة تؤثر على صحة ملايين الأشخاص حول العالم. لكن الخبر الجيد هو أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بها أو حتى عكسها تمامًا.
🔹 النظام الغذائي المتوازن، 🔹 ممارسة الرياضة بانتظام، 🔹 تقليل التوتر والنوم الكافي، كلها خطوات أساسية للحفاظ على حساسية الإنسولين وصحة الأيض.
إذا كنت تعاني من أي أعراض لمقاومة الإنسولين، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب. ✅