تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا خطيرًا لمرض غامض يشبه الإنفلونزا، أطلق عليه مؤقتًا اسم “مرض X”. هذا المرض تسبب في وفاة عدد كبير من الأطفال، ما أثار قلق السلطات الصحية محليًا ودوليًا، وسط مخاوف من احتمال انتشاره خارج حدود البلاد.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل 406 حالات إصابة في مقاطعة كوانغو الواقعة على بُعد 700 كيلومتر جنوب شرق العاصمة كينشاسا. وتتفاوت التقارير حول عدد الوفيات، إذ تشير بعضها إلى وفاة 70 شخصًا، فيما تفيد تقارير أخرى بوصول العدد إلى 143. أكثر من نصف الضحايا هم أطفال دون الخامسة من العمر، يعانون من سوء تغذية حاد، بحسب السلطات الصحية.
تحديات في التحقيق وتحديد المرض
يعاني الخبراء من صعوبات كبيرة في التحقيق بسبب عزلة المنطقة ونقص البنية التحتية مثل المختبرات.
يقول ماغنوس غيسلين، عالم الأوبئة السويدي: “نحن أمام تفشٍ في منطقة نائية يصعب الوصول إليها، وقد أصيب العديد من الأشخاص وتوفي البعض. تحديد طبيعة المرض أمر معقد، وقد يكون أي شيء”.
تشمل الأعراض الحمى، الصداع، وفقر الدم. وتعاني المناطق المتضررة من ضعف في التغطية الصحية، مع انتشار سوء التغذية ونقص اللقاحات الأساسية.
يوضح غيسلين، قائلاً: “في هذه المناطق، يتعرض الأطفال بشكل كبير لأمراض مثل الحصبة والملاريا، ومع سوء التغذية، تزداد خطورة مضاعفاتهم”.
مخاوف من انتشار المرض عالميًا
يثير هذا التفشي قلقًا دوليًا حول احتمال انتشار المرض خارج الكونغو، في ظل غياب معلومات مؤكدة عن طبيعته.
ويُحذر غيسلين، قائلاً: “لا يمكن استبعاد احتمالية الانتشار. مع ذلك، نحصل على تقارير مشابهة عادةً، وغالبًا ما تكون مرتبطة بأمراض معروفة. ولكن علينا أن نتعامل مع هذه التقارير بجدية لتجنب أي تفشٍ وبائي جديد”.
أرسلت السلطات الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية فرقًا إلى المناطق المتضررة للتحقيق والحد من انتشار المرض. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد والبنية التحتية.
هذا التفشي الجديد يبرز أهمية تعزيز أنظمة الصحة العامة في المناطق النائية لمنع وقوع كوارث صحية مستقبلية وضمان حماية حياة السكان.