يختلف يوم الاحتفال بعيد الفصح في السويد من عام لآخر، ولكنه دائمًا ما يصادف يوم الأحد ما بين 22 مارس/آذار و25 إبريل/نيسان. وفي العام الحالي 2022 يصادف العيد يوم الأحد 17 نيسان/ إبريل.
تبدأ عطلة الفصح في السويد عادة يوم الجمعة الذي يسبق يوم العيد، وتنتهي مساء يوم الاثنين الذي يليه. تحديد يوم الفصح يعتمد على قاعدة كنسية تم وضعها عام 325 – «يجب أن يكون عيد الفصح أول يوم أحد بعد اكتمال القمر، بعد الاعتدال الربيعي».
التحول من الطابع الديني إلى العلماني
تحتفل السويد بعيد الفصح منذ القرن الثاني عشر. وفي عام 1844، أصبح عيد الفصح عطلة رسمية في السويد، وظل الاحتفال ذا طابع ديني، حتى نهاية العقد السادس من القرن العشرين على وجه التقريب، عندما بدأ الناس يتحولون باحتفالاتهم بعيد الفصح من الشكل الديني الكنسي، إلى الشكل الثقافي الاجتماعي. فعندما يتعلق الأمر بزيارات السويديين للكنيسة، فإن عدد مرتادي الكنيسة في انخفاض سنوي بحسب الإحصائيات، وحتى إذا زادات أعداد الزائريين قليلاً في عيد الفصح، إلا أن معظم السويديين يحتفلون به في المنزل مع عائلاتهم وأقاربهم.
وبالرغم من أن العديد من الممارسات المرتبطة بعيد الفصح لها أصول دينية، فهذا أمر لا يزعج السويديين، فهم يأكلون البيض لأنهم تعودوا على ذلك. ولقد كان سائدًا في أوقات مضت أن يصوم غالبية السويديين الأربعين يومًا التي تسبق عيد الفصح، ومع حلول عيد الفصح كان الناس يحتفلون بانتهاء الصيام. لكن الصيام هو الآخر تراجع في المجتمع السويدي بشكل كبير.
أول زيارة إلى الريف بعد فصل الشتاء
إن الغالبية العظمى من السويديين اليوم يحتفلون بعيد الفصح في الريف في إطار عائلي. الاحتفال بعيد الفصح يُعد أول عطلة نهاية أسبوع طويلة في فصل الربيع، وهذا يعني بالنسبة للكثيرين أول رحلة يقومون بها إلى منزل العطلة الريفي، بعد فصل الشتاء الطويل حيث تظل عادة هذه المنازل مغلقة. فعلى الرغم من أن الكثير من السويديين في وقتنا المعاصر من سكان الحضر، إلا أن الغالبية العظمى لا تزال لديها ارتباط مع الريف. وإذا لم يكن لديهم أقارب في المناطق الريفية، فغالبًا ما يمتلكون منزلًا ريفيًا لقضاء العطلات فيه.
وتختلف العادات والتقاليد المُتبعة في الاحتفال بعيد الفصح في أرجاء السويد، ففي الجنوب يبدأ موسم تزاوج الطيور ويأخذ الجليد في الذوبان مع سطوع شمس الربيع. أما في الشمال، فيعتبر عيد الفصح بمثابة عطلة للتزلج. وعلى الرغم من اختلاف مظاهر الاحتفال إلا أن الهتاف بتحية عيد الفصح: فصح سعيد أو «Glad påsk» باللغة السويدية، وتزيين المنازل، وتلوين البيض، هى من العادات الاجتماعية المرتبطة بالفصح في السويد كما حول العالم.
زينة عيد الفصح
خلال عيد الفصح يقوم الكثيرون بوضع أغصان أشجار البتولا للزينة، ويتّم تثبيت ريش بألوان مختلفة على الأغصان. كما تُزين المحال والمجمعات التجارية واجهاتها، ولا يكاد يخلوا بيت سويدي من أغطية الطاولات والمحارم بألوانها الزاهية، وفروع الأشجار مع الريش الملون.
وتجدر الاشارة إلى أن زينة الفصح هذه مرتبطة لدى القليل من السويديين بالطابع الديني المتمثل في درب آلام المسيح، الذي يُعتقد أنه جلب إلى مدينة القدس مثبتًا على صليب، وقد نثر جريد النخيل في طريقه وفي أيدي من اصطفوا على الطريق. ولعدم توفر جريد النخل في السويد فقد استخدمت بدلاً عنه أغصان البتولا التي علق عليها الريش الملون.
مائدة الفصح
الوجبات الرئيسية في عيد الفصح هي أسماك الرنجة وشرائح السالمون المٌمَلح، وهي نفس أطعمة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ولكن المميز في مائدة الفصح هو البيض ولحم الضأن. البيض يعد طبق رئيسي، حيث يصل استهلاك الأسرة السويدية من البيض خلال أسبوع الفصح إلى ضعف استهلاكها الطبيعي. أما على العشاء فيقدم لحم الضأن مع البطاطس والجبن المبشور، واللوبياء، والهليون.
ولا ننسى طبعاً مشروب الفصح «Påskmust» وهو مشروب غازي من الفواكة ، وبغض النظر عن التسميات فإن محتويات مشروب الفصح، هي نفسها محتويات مشروب عيد الميلاد، الذي يصعب إيجاده في الأسواق في غير هاتين الفترتين من السنة.
والملاحظ كما أسلفنا أن مائدة الفصح السويدية مازالت تتمحور حول الكثير من البيض عدا عند استخدامه للرسم والتزيين. والحقيقة أن جذور هذا التقليد تعود إلى زمن المجتمع الزراعي السويدي الذي كان سائدًا فيه صيام الأربعين يومًا التي تسبق الفصح، فكان بيض الدجاج يتجمع خلال هذه الفترة في قن الدجاج، حتى إذا ما جاء يوم الفصح وانتهى الصيام وجدت العائلة السويدية المُزارعة في انتظارها كميات كبيرة من البيض.
ساحرات الفصح
عادة ما تغلق المدارس في السويد أبوابها خلال أسبوع الفصح، فهي فرصة للصغار والكبار للاستمتاع بالوقت مع العائلة، والتمتع بأول عطلة ممتدة لعدة أيام بعد الشتاء السويدي ولياليه الطويلة المظلمة.
ولعل واحدة من العادات التي تجعل للاحتفال بعيد الفصح في السويد نكهة مميزة مقارنة بغيرها من الدول حول العالم هو تقليد ساحرات الفصح، حيث يرتدي فيه العديد من الأطفال ملابس تنكرية كملابس الساحرات، ويضعون على رؤوسهم أوشحة وقبعات ملونة، ويلونون وجوههن، ثم يتنقلون من منزل إلى آخر فيقومون بتقديم الرسومات للجيران آملين في الحصول على بعض الحلوى.
ومن الطرق المميزة لمشاركة الآباء والأطفال الوقت الممتع، هي البحث عن بيض الفصح المخبأ. إذ تُملأ بيضات من الكرتون المزركش بالحلويات وتُخبأ بعيدًا، ثم يعطى الأطفال بعض الأدلة أو خريطة لمساعدتهم على إيجادها كلعبة صيد الكنز.
المزيد من الحلوى
يعد تناول كميات كبيرة من الحلوى بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح، سواءًا من الشوكولاتة أو الحلوى السائبة المتنوعة، أمرًا جديدًا في السويد. لم يكن الأمر كذلك حتى السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية حيث كانت الحلوى بمثابة طفرة كبيرة. خلال فترة العيد، تزيد مبيعات الحلوى السائبة لأكثر من الضعف.
المصدر: موقع السويد الرسمي