أعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة العملاقة، ماكدونالدز، عن نيتها إعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بالتسعير، وذلك بعد أن سجلت انخفاضاً في المبيعات خلال الربع الثاني من العام الجاري، يُعزى جزئياً إلى عزوف العملاء عن الأسعار المرتفعة.
وشهدت فروع الشركة التي مضى على افتتاحها عام أو أكثر انخفاضاً في المبيعات بنسبة 1% خلال الفترة من أبريل إلى يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلةً بذلك أول تراجع من نوعه منذ جائحة كورونا.
وعلى الرغم من العروض الترويجية التي قدمتها الشركة، مثل وجبات “هابي ميل” المخفضة السعر في الولايات المتحدة وعروض “ثلاثة أصناف بثلاثة جنيهات إسترلينية” في المملكة المتحدة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتعويض تراجع الإقبال.
وفي تصريحه للمستثمرين، أقرّ الرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبزينسكي، بأن النتائج المخيبة للآمال دفعت ماكدونالدز إلى “إعادة تفكير شاملة” في استراتيجيتها المتعلقة بالأسعار، مشيراً إلى أن الشركة ستعتمد بشكل أكبر على الخصومات والعروض الترويجية لوقف نزيف المبيعات.
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة تجاوزت 3% عقب إعلان كيمبزينسكي عن خطط الشركة، مؤكداً ثقته بقدرة ماكدونالدز على تجاوز هذه الأزمة، قائلاً: “نحن نعرف كيف نحقق ذلك. لقد قمنا بتدوين الاستراتيجية، ونعمل مع أصحاب الامتياز لدينا لإجراء التعديلات اللازمة”.
يذكر أن ماكدونالدز واجهت انتقادات واسعة من العملاء بسبب رفع أسعارها بشكل كبير خلال جائحة كورونا. وفي الشهر الماضي، دافع رئيس عمليات الشركة في الولايات المتحدة عن سياسة التسعير، مُرجعاً الزيادات إلى التضخم.
إلا أن كيمبزينسكي أقرّ بأن الزيادات المتكررة “دفعت المستهلكين إلى إعادة النظر في عاداتهم الشرائية”، مشيراً إلى أن الشركة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لاستعادة سمعتها كعلامة تجارية ذات أسعار معقولة.
من جانبها، أشارت سارة سيناتوري، المحللة في “بنك أوف أمريكا”، إلى أن ماكدونالدز رفعت أسعار منتجاتها الرئيسية بشكل أسرع من منافسيها، مضيفة: “المستهلكون أذكياء، وعلى دراية بذلك”.
وأضافت سيناتوري: “قد تكون الوجبة التي أطلقتها الشركة بقيمة 5 دولارات بداية لتغيير المفاهيم، لكننا لم نشهد حتى الآن تغييراً في التوجه من حيث المعاملات، وهذا ما يحتاجون إلى رؤيته”.
تجدر الإشارة إلى أن ماكدونالدز ليست الشركة الوحيدة التي تعاني من تباطؤ إنفاق المستهلكين، حيث حذرت العديد من الشركات العملاقة من تراجع الطلب في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
المصدر: BBC