كتب المعلق السياسي في التلفزيون السويدي، ماتس كنوتسون، اليوم الإثنين، مقالاً تحليلياً بخصوص خطاب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، حول الاستعدادات والتهيئة النفسية في حال دخلت السويد في حرب.
وقال كنوتسون: ربما لا تكون التصريحات التي أدلى بها كبار الساسة والعسكريين في الأيام الأخيرة هي ما يرغب السويديين في سماعه، ولكن قد تكون هناك بالفعل حرب في السويد، ويجب على السويديين الاستعداد لها، لأن الحرب العدوانية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا تعني تهديداً متزايداً للسويد أيضاً. فالحرب في أوكرانيا هي وحشية ودموية أثبتت فيها روسيا استعدادها لغزو دولة مجاورة مسالمة.
وأضاف قائلاً: تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الخطاب حول خطر الحرب في السويد إلى حد كبير. في مؤتمر أمن الشعب والدفاع، الذي عقد أمس الأحد، قال وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين، إنه قد تكون هناك حرب في السويد ويجب على جميع السويديين العمل على تعزيز قدرة البلاد على الصمود. وقدم القائد الأعلى ميكائيل بيدين وجه نظر مماثلة عندما تحدث عن حقيقة مفادها أن الشعب السويدي يجب أن يفهم خطورة الوضع وأن يستعد المرء على المستوى الفردي.
روسيا قد تغزو الدول المجاورة
وأكد كنوتسون أن روسيا بدأت في السير على طريق ينطوي على المواجهة مع الغرب لفترة طويلة قادمة، كما أنها تؤثر على السويد بموقعها الجغرافي على بحر البلطيق.
ويخشى صناع القرار في السويد أيضا أنه إذا انتصرت روسيا في الحرب في أوكرانيا، فإن شهيتها في غزو الدول المجاورة الأخرى ستزداد. ومن شأن ذلك أن يزيد من خطر انجرار السويد إلى الحرب، وهو تفسير مهم لحقيقة وجود إجماع سياسي واسع النطاق في البرلمان على مواصلة دعم أوكرانيا ماليا وعسكريا. إن هزيمة أوكرانيا في الحرب ضد روسيا ستعني المزيد من تدهور الوضع الأمني في السويد.
عمليات التأثير
في الوقت نفسه، تتحدث شرطة الأمن وFRA وجهاز المخابرات حول زيادة نشاط الجهات الخارجية في جمع المعلومات الاستخبارية عن السويد، وهو ما يسمى عادة بالتجسس، الموجه نحو الأنظمة العسكرية والتكنولوجيا المدنية التي يمكن استخدامها في الحرب.
ويتعلق الأمر أيضاً بعمليات التأثير، حيث تحاول قوة أجنبية التأثير على الرأي العام بمعلومات مضللة. هناك مجال آخر وهو الحرب الهجينة. في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، تعرض نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة بحر البلطيق لاضطرابات خطيرة، ما أثر بدوره وبين أمور أخرى على الحركة الجوية السويدية. والشك هو أن روسيا تقف وراء ذلك.
وعلى نحو مماثل، تتهم فنلندا روسيا بشن حرب هجينة عندما يتم إستقدام اللاجئين عبر روسيا إلى الحدود الفنلندية لطلب اللجوء في فنلندا. بعد هذه الأحداث، أغلقت فنلندا حدودها مع روسيا مؤقتًا.
التهديد يتزايد مرة أخرى
وبالتالي، هناك عدد من العوامل المختلفة وراء تحذيرات الحكومة وتحذير القائد العام للقوات المسلحة بشأن زيادة خطر الحرب. ولكن الأمر يتعلق أيضاً بمحاولة التأثير على عقلية الجمهور واستعداده النفسي قبل حدوث أزمة محتملة.
بعد عدة عقود من انخفاض مخاطر الحرب، أصبح من غير المعقول بالنسبة للعديد من السويديين أن ينتهي الأمر بالبلاد إلى الحرب. لقد كان ذلك مصدر دائم للقلق خلال الحرب الباردة، لكنه تلاشى تدريجيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
والآن تتزايد التهديدات مرة أخرى، وتعد إعادة ترتيب أنظمة الدفاع والمجتمع جزءاً مهما من زيادة قوة المجتمع. والجزء الآخر هو زيادة الوعي العام بالتهديدات والمخاطر. ويمكن أن يكون على الأقل على نفس القدر من الأهمية لتعزيز قدرة المجتمع على الصمود.