SWED24: يكشف تحقيق جديد أجراه برنامج “Uppdrag granskning” الاستقصائي في التلفزيون السويدي (SVT) عن ممارسات مقلقة لعصابات الجريمة المنظمة التي تستغل نظام اختيار المدارس (Skolvalet) لترسيخ نفوذها داخل الأحياء السكنية وللحفاظ على شبكات بيع المخدرات.
وبحسب شهادات لعدد من العاملين في المدارس، يتدخل مجرمون أكبر سنّاً في اختيار المدارس التي يلتحق بها الشباب المرتبطين بالعصابات، بهدف توزيع السيطرة على المدارس وضمان استمرار نشاط الشبكات الإجرامية.
يقول أحد المشرفين في مدرسة يعمل مع طلاب على صلة بالجريمة المنظمة: “بحسب تجربتي، هؤلاء الشباب يتم توجيههم لاختيار مدارس معينة من قبل قيادات الشبكة لضمان السيطرة على المنطقة أو المدرسة”.
المدرسة تتحول إلى مسرح للجريمة والتهديد
التحقيق يوضح أن العصابات تستخدم المدارس كمراكز لتوزيع المخدرات، وتخزين الأسلحة، والتجنيد لتنفيذ أعمال عنف، في وقت يتزايد فيه تجنيد الأطفال في سنٍّ أصغر.
وفقاً للنيابة العامة، فقد ارتفع عدد المشتبه بهم من الفئة العمرية 15 إلى 17 عاماً في تحقيقات جرائم القتل بأكثر من 1000% خلال العقد الأخير.
يضيف أحد العاملين في مجال التعليم: “المدرسة لم تعد فقط بيئة للتعليم، بل تحوّلت إلى ساحة للسيطرة والنفوذ الإجرامي”.
اختيار المدرسة: قرار يتعلق بالحياة أو الموت
لدى الطلاب المتورطين في بيئة العصابات، أصبح اختيار المدرسة مسألة أمن شخصي.
يقول “حسن”، وهو اسم مستعار لطالب في المرحلة الثانوية ذو صلات بشبكات إجرامية: “إذا كانت لدي مشاكل أو أعداء في منطقة معينة، فلن أختار مدرسة هناك أبداً. لأنني أعرف أنهم سيأتون للانتقام”.
ويضيف أن الشبان يتشاورون فيما بينهم لاختيار المدرسة التي سينضمون إليها جماعياً لتأمين أنفسهم.
يقول حسن الذي اعترف بأنه حمل سلاحاً نارياً وسكيناً إلى المدرسة خوفاً من التعرّض لهجوم: “يجتمعون، يتحدثون، أحياناً يدخنون سوياً، ويقررون إلى أي مدرسة سينتقلون”.
قلق متزايد من الجهات التعليمية والأمنية
التحقيق يسلّط الضوء على فشل النظام التعليمي في منع استغلاله من قبل المجرمين، وسط مطالب بضرورة حماية المدارس من النفوذ الإجرامي، وتوفير بيئة آمنة للأطفال.
ويتزامن نشر هذا التحقيق مع مناقشات حكومية جارية بشأن تعزيز الإجراءات الوقائية داخل المدارس، وتشديد الرقابة على محيطها، وسط تزايد العنف المرتبط بالعصابات في عدة مدن سويدية.