مقالات الرأي تُعبر عن رأي أصحابها وليس بالضرورة عن SWED 24
مقال رأي: هل يحتاج العالم فعلاً للإحتفال بعيد الهالوين هذا العام، والعالم تحول الى يقطينة هالوين كبيرة ومخيفة بالفعل؟
ربما لا يحتاج المحتفلون بالهالوين في نسخة عام 2023 الى شراء ملابس او زخرفة اشكال مخيفة، يكفي متابعة خبر واحد في نشرة الأخبار ورؤية الاحداث الدامية التي تعصف بالكثيرين وموقف العالم المنقسم والمخجل من الإنسانية.
في الحقيقة، نظلم ثمرة اليقطين المتعددة الفوائد والتي تزهو بلونها البرتقالي الجميل كثيراً عندما نستخدمها كرمز للاحتفال بعيد الهالوين وزخرفتها الى شكل شيطاني مشتعل من الداخل، ففي العالم اشكال ومواقف كثيرة تثير الخوف والرعب والوجع والاشمئزاز وتفرض الكثير من التساؤلات التي لا ولن نحصل على إجابة لها، أكثر بكثير مما تفعله هذه الثمرة الصالحة.
بغض النظر عما يعنيه الهالوين من احتفال، فأنه يستند في حقيقته على الخدع والتنكر والخوف ويعود أصل الاحتفال به الى العالم الغربي، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية وهناك انتقل الى عوالم مختلفة من ضمنها العالم العربي، الذي تحول أو الأصح حُول الى ساحة احتفال عريضة للهالوين، تستند اشكاله المخيفة على شخصيات بشرية حقيقية، تؤدي ما كلفت به من أسيادها وتتراقص على المسرح وهي ترتدي بين فترة وأخرى زي تنكري لا يثير الخوف فقط بل يعصف بالبلدان في اتجاهات لا مدى ظاهر لها.
تعتقد الشعوب الاصلية التي بدأت لديها فكرة الاحتفال بالهالوين، ان عالم الأرواح والأحياء يصير عالماً واحداً، هذه الليلة، حيث يزول الحاجز بينهما، فتزور أرواح الراحلين اهلها، وعليه يترك المؤمنون بذلك أبواب منازلهم مفتوحة ويحضرون الموائد، استعداداً لاستقبال روح فقيدهم، فيما تُطرد الأرواح الشريرة باشعال النيران وارتداء الأقنعة كي لا تتعرف عليهم الأرواح الشريرة.
تغير العالم الآن، ولم يعد هناك من حاجز بين الأخيار والأشرار، اختلط الحابل بالنابل، وباتت المواقف وحدها هي من تعري الأقنعة وتظهر الإنسان على حقيقته، اختلفت المفاهيم والتعاريف بدورها، وتعابير مثل الشر والخير التي كنا نتابعها في افلام الكارتون ونحن صغار، تحولت الى القوي والضعيف، فالقوي يُحلل لنفسه فعل ما لا يُفعل وطمس الشعوب والتضاريس معاً وسط تصفيق يقطينات القرع الشيطانية ومباركة المجتمع الدولي، فيما الضعيف لا زال بإنتظار تلقي الضربة على الخد الأيسر، هكذا أًريد لمفهوم الشر والخير (القوي والضعيف) التحول.
تُجوع الشعوب، تُعنف، تُهان، تُذل كرامتها وتُنحر مثل النعاج وتُمنع من الهرب وتُغلق عليها الحدود. يُقال لها انها لا تليق بأن تكون محترمة ومصانة الكرامة والحقوق وأن عليها ان ترضى بنصيبها وتغيير واقعاً مفروضاً عليها، ثم يُسال ما بال تلك الشعوب بربرية في تصرفها؟ أحقاً تسألون لماذا؟
ليس من الضروري التقيد بالمبادئ في هذه الحالة، فالمصالح هي من تحدد المبادئ والأولويات وترسم الخارطة الجديدة للعالم، وهي من تحرم مجاميع بشرية أو شعوب حقوقها وتمنح اخرى حقوقاً ليست لها، وهي من تقضي على الإنسان وتدوس على أحلامه وتطلعاته وكأنها قطعة ورقة بالية، تلاعبت بها الرياح العاصفة في اتجاهات مختلفة لتحولها الى اللاشيء.
لينا سياوش