ماركوس هولمر، الأب لثلاثة أطفال، كان يأمل أن يخوض مغامرة حياته في برنامج المغامرات التلفزيوني “Berget” الذي يبث على قناة TV4 التلفزيونية. لكن حلمه تحول إلى مأساة عندما توفي بشكل غير متوقع خلال إحدى التحديات التي خاضها في البرنامج.
كان ماركوس، البالغ من العمر 51 عامًا، متحمسًا للمشاركة في هذا البرنامج الذي يهدف إلى تسلق جبل Stetind الوطني في النرويج، وهو معلم وطني معروف بصعوبته وتحدياته.
لكن خلال إحدى المراحل التنافسية، والتي تتطلب عبور جسر معلق فوق وادٍ عميق، بدأ ماركوس يواجه صعوبة في التحرك، إذ أصبح المشهد ثقيلًا بشكل غير متوقع بالنسبة له. وقبل أن يصل إلى منتصف الطريق، انهارت قواه، وسقط معلقًا في حزام الأمان.
وبينما كان فريق الإنتاج والأطباء في الموقع يحاولون إنقاذه، تعرض ماركوس لسكتة قلبية ولم يتمكنوا من إنقاذ حياته، ما أدى إلى وفاته في الحال.
ما يزيد من مأساة ما حدث هو أن ماركوس لم يجتز الفحص الصحي المطلوب في عملية الاختيار الأولي للمشاركة في البرنامج، الذي أظهر أن ماركوس يعاني من ارتفاع شديد في ضغط الدم، وهو ما كان يمكن أن يكون إشارة تحذيرية قوية لعدم السماح له بالمشاركة في مثل هذه التحديات الشاقة. ورغم ذلك، تم السماح له بالانضمام إلى البرنامج، وهو قرار يثير الكثير من التساؤلات لدى عائلته.
قلق من المشاركة
ليندا، زوجة ماركوس، عبرت عن قلقها الشديد بشأن حالة زوجها الصحية قبل مشاركته، مؤكدة أنه لم يكن قد تناول علاجًا لارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة قبل انضمامه للبرنامج. وقالت: “كنت قلقة بشأن ضغط دمه المرتفع، ولكنه كان مصممًا على المشاركة”.
في ظل هذه التطورات، طالب أفراد عائلته بالحصول على إجابات واضحة حول سبب السماح لماركوس بالمشاركة رغم مشاكله الصحية. كما أشاروا إلى أن غياب جهاز إنعاش القلب في الموقع كان من بين العوامل التي ساهمت في فقدانه، وهو أمر أثار استياء العائلة.
ورغم أن قناة TV4 أكدت أن ماركوس تم قبوله من قبل الأطباء بعد الفحص الصحي، إلا أن العائلة لم تُمنح حق الاطلاع على تقرير التقييم الطبي الكامل، مما يزيد من تعقيد القضية.
وأفادت القناة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
تأمل عائلة ماركوس أن تكون هذه المأساة درسًا لتلك الجهات التي تنظم مثل هذه البرامج، وتشدد على ضرورة رفض مشاركة أي شخص يعاني من مشكلات صحية قد تعرض حياته للخطر. تقول ليندا بحزن وعيون دامعة: “ربما كان ماركوس سيشعر بخيبة أمل لو تم رفضه، لكنه كان سيظل على قيد الحياة اليوم”.