SWED24: أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده مستعدة لتوقيع اتفاق أمني واستثماري شامل مع الولايات المتحدة، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لإعادة ضبط العلاقات بين كييف وواشنطن وسط التصعيد السياسي الأخير.
وجاء تصريح زيلينسكي عقب اجتماع عقده في كييف مع المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوغ. وفي منشور له على منصة X، وصف اللقاء بأنه كان “مثمراً”، مؤكداً أنهما ناقشا عدة قضايا رئيسية، من بينها: الوضع على الجبهات القتالية، ملف أسرى الحرب والضمانات الأمنية المستقبلية.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة للمضي قدماً في اتفاق استراتيجي مع واشنطن، مشيراً إلى أن فريقه جاهز للعمل “على مدار الساعة” لإتمامه بأسرع وقت ممكن.
خبير عسكري: لا يوجد موقف واضح من واشنطن بعد
ويرى الخبير العسكري يواكيم باسيكيفي أن إعلان زيلينسكي يعكس استعداد أوكرانيا للانخراط في حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة، رغم التوترات الأخيرة الناجمة عن هجوم ترامب الحاد على زيلينسكي.
وقال باسيكيفي في تصريحاته: “هناك تناقض في الموقف الأمريكي، فبينما تُظهر بعض الأطراف دعماً لكييف، يواصل ترامب اتهام زيلينسكي وتحميله مسؤولية الحرب. حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي من واشنطن، لذلك يُعتبر هذا الإعلان مجرد إشارة من أوكرانيا لرغبتها في التفاوض”.
إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك يزيد الغموض
في سياق متصل، وبعد الاجتماع بين زيلينسكي والمبعوث الأمريكي، تم الإعلان عن إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك بناءً على طلب واشنطن، وهو ما أثار تكهنات حول وجود نقاط خلافية بين الطرفين.
ويرى يان هالينبيرغ، الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، أن هذا القرار قد يكون مرتبطاً بعدم توقيع أوكرانيا بعد على اتفاق خاص بالمعادن الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وهو ملف يُعد حجر زاوية في مستقبل العلاقات بين البلدين.
وقال هالينبيرغ في مقابلة تلفزيونية: “واشنطن ضغطت بقوة على أوكرانيا لإبرام الاتفاق، لكن كييف تتردد بسبب المخاوف المتعلقة بحماية مصالحها الوطنية. يجب أن يكون الاتفاق متوازناً لضمان الأمن الأوكراني دون المساس بسيادتها على مواردها الطبيعية”.
وبينما تسعى أوكرانيا لضمان استمرار الدعم الأمريكي عسكرياً واقتصادياً، يبدو أن المفاوضات الجارية تتسم بالحذر والتوتر، وسط ضغوط أمريكية متزايدة لتحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة.
ويبقى السؤال مفتوحاً: هل سيؤدي هذا الاتفاق المحتمل إلى تعزيز العلاقات بين كييف وواشنطن؟ أم أن الخلافات القائمة ستؤجل أي تفاهم طويل الأمد؟