SWED 24: بعد الانفجارات التي هزت منطقتي Bagarmossen و Enskededalen، تم احتجاز ثلاثة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا في الحبس الاحتياطي. وعلى الرغم من القوانين الخاصة التي تنظم احتجاز القاصرين، إلا أن العزلة المفروضة عليهم تبقى تجربة قاسية.
تقول ميريام يورولف، رئيسة مصلحة السجون في فلمنغسبيري، حيث يتم احتجاز معظم المتهمين من جنوب ستوكهولم: “هناك من لا يستطيع التوقف عن البكاء”.
حالة متزايدة من احتجاز القاصرين
في سجن Flemingsberg، الذي يضم حوالي 160 نزيلًا، يوجد حاليًا نحو 20 قاصرًا قيد الاحتجاز، وهو رقم ثابت تقريبًا خلال العام ونصف الماضي، وفقًا ليورولف. أما على مستوى العاصمة ستوكهولم، فإن العدد الإجمالي للقُصّر المحتجزين يتراوح بين 50 و60 شاباً.
من بين المحتجزين الجدد المراهقون الثلاثة الذين تم إلقاء القبض عليهم بعد الانفجارات الأخيرة. حيث يُشتبه في تورط فتَيين يبلغان من العمر 15 عاماً في زرع عبوة ناسفة استهدفت شرفة في باغاBagarmossen. كما تم احتجاز شاب يبلغ من العمر 16 عاماً على خلفية الانفجار الذي وقع عند مدخل مبنى سكني في Enskededalen. جميع المتهمين الثلاثة من مناطق أخرى في السويد، وأصبحوا الآن معزولين عن العالم الخارجي.
احتجاز طويل الأمد في قضايا معقدة
في بعض الحالات، يبقى القُصّر محتجزين لفترات طويلة. على سبيل المثال، لا يزال شاب يبلغ من العمر 17 عامًا قيد الاحتجاز منذ تموز/ يوليو الماضي بتهمة القتل على ممر للمشاة في باغارموسن. في نفس القضية، تم احتجاز فتى آخر يبلغ من العمر 15 عامًا بتهمة التحريض على القتل. ومن المتوقع أن تبدأ المحاكمة في شباط/ فبراير الجاري.
توضح يورولف، قائلة: “العديد من هؤلاء الأطفال محتجزون في قضايا معقدة وطويلة الأمد”.
قيود صارمة على التواصل مع العالم الخارجي
في معظم الحالات، يفرض القضاء قيوداً صارمة على القُصّر لمنعهم من التواصل مع أشخاص آخرين قد يؤثرون على سير التحقيقات أو يساعدون في إخفاء الأدلة. وبالنسبة للمراهقين الثلاثة المحتجزين في قضية التفجيرات، يمكن للمدعي العام حظر الزيارات تمامًا، بما في ذلك من أفراد عائلاتهم.
ومع ذلك، تحاول السلطات تأمين بعض التواصل بين المحتجزين وأسرهم، سواء من خلال مكالمات هاتفية أو زيارات خاضعة للرقابة. لكن هذه المحاولات ليست سهلة التنفيذ دائمًا.
تضيف يورولف، قائلة: “نحاول تمكين الأطفال من التواصل مع ذويهم، لكن في كثير من الأحيان يكون ذلك غير ممكن بسبب الإجراءات الأمنية”.
عزلة قاسية رغم القوانين الخاصة بالقاصرين
وفقًا للوائح، يحق للأطفال المحتجزين الحصول على أربع ساعات يوميًا من الأنشطة الاجتماعية مع موظفي السجن أو مع زملائهم في الحبس، على عكس البالغين الذين يقضون غالبية وقتهم في العزلة داخل الزنازين.
لكن الواقع مختلف، إذ تقول يورولف: “في معظم الأحيان، لا نستطيع توفير هذه الساعات الأربع كاملة، لأن عدد القُصّر المحتجزين حالياً مرتفع للغاية”.
تحاول مصلحة السجون تعويض النقص عبر استغلال المساحات المتاحة وتنظيم أنشطة مختلفة مثل ألعاب الطاولة، الطهي البسيط، أو جلسات تعليمية بالتنسيق مع مدارسهم.
تأثير نفسي قاسٍ بين الخوف والتظاهر بالقوة
رغم هذه الجهود، يعاني العديد من المحتجزين القُصّر من تأثيرات نفسية شديدة نتيجة العزلة والضغط.
تؤكد يورولف، قائلة: “هناك من ينهار تمامًا ولا يتوقف عن البكاء، في حين أن آخرين يبنون لأنفسهم قناعًا من القسوة ويظهرون وكأنهم غير مبالين. لكن الأغلبية تجد الاحتجاز صعباً للغاية”.
مع مرور الوقت، يبدأ بعض المحتجزين في التكيف مع الظروف القاسية من خلال التمسك بروتين معين، مثل مشاهدة الأفلام في زنازينهم أو انتظار اللحظات القليلة التي يُسمح لهم فيها بالتواصل مع الآخرين.
لكن في النهاية، يبقى الاحتجاز تجربة قاسية، خصوصاً لأطفال في مقتبل العمر يجدون أنفسهم فجأة في عزلة عن العالم، محاصرين في صمت الزنازين والقيود المشددة.