SWED24: رغم أن نصف النساء وربع الرجال يعانون من هشاشة العظام، إلا أن عددًا قليلاً منهم يتلقون العلاج المناسب لمنع حدوث الكسور، وهو أمر يرى الخبراء أنه ناتج عن نقص المعرفة الطبية لدى مقدمي الرعاية الصحية.
يقول ماتياس لورينتزون، أستاذ طب الشيخوخة: “من الصعب فهم سبب عدم التركيز على هذا العلاج”.
سنوات من المعاناة بسبب التشخيص الخاطئ
في البداية، اعتقدت ماري لويز غاشي أنها تعاني فقط من إجهاد في الظهر، لكن حالتها تفاقمت بمرور الوقت.
تروي ماري لويز، قائلة: “عندما لم أعد قادرة على النهوض من السرير ووجدت نفسي أزحف على الأرض بسبب الألم الشديد، أدركت أن هناك خطبًا ما”.
لاحقًا، تأكدت إصابتها بكسور في العمود الفقري ناجمة عن هشاشة العظام. لكنها حصلت على دواء قديم لا يعمل إلا على إبطاء تقدم المرض، مما جعلها تعاني لعدة سنوات.
تضيف لويز، قائلة: “لدي خمسة أحفاد، ولم أتمكن حتى من حمل اثنين منهم أو حتى استنشاق رائحتهم، فقد كانوا ثقيلين جدًا بالنسبة لي. حياتي كانت مليئة بالقيود”.
قلة يحصلون على العلاج الصحيح
وفقًا لتقرير حديث لوكالة الصحة السويدية، فإن هشاشة العظام تصيب نصف النساء في البلاد، وربع الرجال، خاصة مع التقدم في العمر. لكن المشكلة تكمن في أن الرعاية الصحية تختلف من منطقة إلى أخرى، ما يجعل بعض المرضى لا يحصلون على العلاج الأكثر فعالية.
ويشير ماتياس لورينتزون، أستاذ طب الشيخوخة، إلى أن هناك أدوية حديثة لا تعمل فقط على إبطاء تقدم المرض، بل تساعد أيضاً في إعادة بناء العظام. لكن المفاجأة أن فقط 1 بالمائة من المرضى الذين يحتاجونها يحصلون عليها.
يقول لورينتزون: “إنه أمر محبط للغاية أن تكون لدينا علاجات فعالة، ومع ذلك لا يتم منحها إلا لعدد قليل جدًا من المرضى”.
ويرى أن غياب الإرادة الطبية والمعرفة الكافية هو السبب الرئيسي وراء ذلك، رغم أن هذه العلاجات، ليست باهظة الثمن وسهلة التطبيق وتقلل من الحاجة إلى العلاج في المستشفيات بسبب الكسور، مما يعني توفيرًا اقتصاديًا للقطاع الصحي.
الانتقال إلى الدواء الحديث: “تغيير جذري في حياتي”
بعد سنوات من الألم والمعاناة، تمكنت ماري لويز أخيرًا من الحصول على العلاج الجديد، مما أحدث فرقًا كبيرًا في حياتها.
تقول بسعادة: “إنه فرق هائل. الآن يمكنني الوقوف والمشي دون الحاجة إلى جهاز المشي”.
لكنها تشعر بالأسف والحزن لأنها لم تحصل على العلاج المناسب منذ البداية، وتضيف بحسرة: “لو حصلت على هذا الدواء في وقت مبكر، لكنت ما زلت الشخص الذي كنت عليه من قبل”.
ومع تزايد عدد المصابين بهشاشة العظام، يدعو الخبراء إلى ضرورة تغيير السياسات الصحية لضمان حصول المرضى على العلاج الأكثر فاعلية في الوقت المناسب، بدلًا من الانتظار حتى تفاقم الحالة.
ويبقى السؤال: لماذا لا تزال هذه الأدوية الحديثة غير مستخدمة على نطاق واسع رغم فوائدها الواضحة؟