هل أنت من بين أولئك الذين يتناولون الفيتامينات المتعددة على أمل عيش حياة أطول؟ وفقا لدراسة جديدة واسعة النطاق، فإن ذلك غير مجدٍ على الإطلاق.
تشهد مبيعات الفيتامينات ازديادًا ملحوظًا، فقد بلغت مبيعاتها في السويد 927 مليون كرونة سويدية عام 2022، وفقًا لمنظمة التجارة السويدية للعلاج الذاتي.
لكن هل لها أي فائدة فعلية؟
حاول باحثون أمريكيون الإجابة على هذا السؤال في دراسة حديثة، حيث قاموا بتحليل بيانات استهلاك الفيتامينات وعلاقة ذلك بطول العمر لحوالي 400 ألف شخص يتمتعون بصحة جيدة، لمدة 27 عامًا في المتوسط.
عند مقارنة الأشخاص الذين أفادوا بتناولهم للفيتامينات المتعددة مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، لم يجد الباحثون أن مستخدمي الفيتامينات عاشوا لفترة أطول.
بل على العكس من ذلك، لوحظت زيادة طفيفة في خطر الوفاة بين أولئك الذين تناولوا الفيتامينات خلال أول 12 عامًا من المتابعة، لكن هذا الفرق لم يكن ذا دلالة إحصائية عند المتابعة لاحقًا.
“سوزان روتاينن لاغيرستروم” ، طبيبة وحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية من معهد كارولينسكا، أجرت أبحاثًا حول فوائد المكملات الغذائية والفيتامينات، ولم تتفاجأ بنتائج هذه الدراسة.
وقالت: “تُظهر العديد من الدراسات نتائج مماشية – أن استخدام الفيتامينات المتعددة لا يرتبط بانخفاض معدل الوفيات”.
الدراسة، التي نُشرت في JAMA Network Open، هي دراسة قائمة على الملاحظة، حيث أجاب المشاركون على أسئلة حول ما إذا كانوا يتناولون الفيتامينات أم لا. وهذا يعني أنه من الصعب معرفة أنواع الفيتامينات التي تناولها المشاركون على وجه اليقين، وما إذا كان يمكن تفسير هذه الروابط من خلال عوامل أخرى.
وتضيف “لاغيرستروم”: “لكن دراستين أمريكيتين كبيرتين عشوائيتين تؤكدان هذه النتائج، حيث لا يوجد ارتباط مقنع بين استخدام الفيتامينات المتعددة والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أو انخفاض معدل الوفيات”.
قد تكون الفيتامينات خطرة
تحتوي العديد من مكملات الفيتامينات المتعددة على جرعات منخفضة تشبه تلك التي نحصل عليها من خلال الطعام، وبالتالي لا تشكل أي خطر.
وتحذر “لاغيرستروم”: “لكن في بعض مكملات الفيتامينات والمعادن الفردية، قد تكون الجرعات أعلى بكثير، ويجب توخي الحذر عند تناولها لأننا لا نعرف جميع الآثار الجانبية الضارة المحتملة”.
وتضيف: “على سبيل المثال، تم ربط مكملات بيتا كاروتين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، كما تم ربط مكملات فيتامين E بزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية في بعض الدراسات”.
ووفقًا لهيئة سلامة الأغذية السويدية، فلا توجد حاجة لتناول فيتامينات إضافية بشكل عام، إلا إذا كان الشخص ينتمي إلى فئة معينة.
فلماذا يرغب الكثير من الناس في تناول مكملات غذائية؟
تجيب “لاغيرستروم”: “إن الاهتمام بالمكملات الغذائية أمر مثير للاهتمام حقًا، ربما نتأثر جميعًا بالتسويق ووسائل الإعلام، ونتحمل جميعًا مسؤولية ذلك”.
حقائق: من يحتاج إلى فيتامينات إضافية؟
تقدم هيئة سلامة الأغذية الوطنية السويدية نصائحها بشأن من قد يحتاج إلى مكملات غذائية من فيتامينات ومعادن بالإضافة إلى الطعام:
- فيتامين د: جميع الأطفال حتى سن الثانية، وجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، والأطفال والبالغون الذين لا يتناولون الأسماك أو الأطعمة المدعمة بفيتامين د (بما في ذلك منتجات الألبان، ومشروبات النبات، ودهون الخبز، وزيوت الطهي). وكذلك الأطفال والبالغون الذين يرتدون ملابس تغطي الوجه والذراعين والساقين، أو الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس خلال فصل الصيف.
- حمض الفوليك: النساء اللواتي قد يفكرن في الحمل.
- فيتامين ب 12: النباتيون، الذين يمتنعون عن تناول جميع المنتجات الحيوانية.
المصدر: tv4.se