هل تُؤثّر البيئة التي ينشأ فيها الأطفال على ميلهم إلى الصدق أو الكذب؟ دراسة جديدة تُسلّط الضوء على هذه العلاقة المُثيرة للانتباه.
تجربة النرد .. كاشفة للكذب
في تجربة بسيطة أجراها علماء اقتصاد من جامعات فورتسبورغ وبون الألمانيتين وأكسفورد البريطانية، طُلب من مجموعة من الأطفال التنبؤ برقم حجر نرد قبل رميه، مع وعدهم بمكافأة مالية في حال تطابق توقّعهم مع النتيجة.
وأظهرت النتائج أن أكثر من 60% من الأطفال ادّعوا تطابق توقّعهم مع النتيجة، في حين أن النسبة الحقيقية لا تتجاوز 16.7%، الأمر الذي يكشف عن ميل كبير لدى الأطفال إلى الكذب في غياب المراقبة.
العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً
وللتعمّق في دراسة هذه الظاهرة، قام الباحثون بتحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية لأكثر من 700 أسرة، حيث تبيّن أن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل منخفض أو مستوى تعليمي متدنٍ أو مفككة أكثر ميلاً إلى الكذب.
وفي مقابل ذلك، وجد الباحثون أن الأطفال الذين شاركوا في برامج الإرشاد والتوجيه كانوا أكثر ميلاً إلى الصدق، حيث توفر هذه البرامج بيئة داعمة تُعزز القيم الإيجابية لدى الأطفال.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في أسر مستقرّة مادياً ومعنوياً ويتمتعون بتربية سليمة قائمة على الحوار والثقة يكونون أكثر ميلاً إلى الصدق.
المصدر: DW