SWED24: شهدت مدينة ميونيخ الألمانية حادث دهس مروع، حيث قاد طالب لجوء أفغاني سيارته باتجاه حشد عمالي، مما أدى إلى إصابة 28 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، مع تأكيد الشرطة أن بعض المصابين في حالة حرجة بين الحياة والموت.
وقع الهجوم عندما اندفعت سيارة من نوع “ميني كوبر” بسرعة عالية نحو تجمع للعمال المضربين من اتحاد “فيردي”. وسارعت قوات الشرطة إلى المكان، حيث أطلق أحد الضباط النار باتجاه السائق، مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.
لم تعلن الشرطة حتى الآن عن وجود دوافع إرهابية مؤكدة، لكنها أكدت أن إدارة مكافحة الإرهاب تتولى التحقيق نظراً لاحتمال وجود دوافع تطرفية وراء الحادث.
هوية منفذ الهجوم: من هو فرهاد إن؟
وفقًا للشرطة، فإن المشتبه به يدعى فرهاد إن، وهو طالب لجوء أفغاني، يبلغ من العمر 24 عاماً، وصل إلى ألمانيا في نهاية عام 2016.
- تم رفض طلب اللجوء الخاص به لاحقًا، لكنه حصل على تصريح “التسامح” الذي يسمح له بالبقاء في ألمانيا بشكل مؤقت.
- كان معروفًا لدى الشرطة بارتكاب جرائم سرقة وتعاطي المخدرات.
- تم العثور على حسابات إلكترونية باسمه على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر صوره بجانب سيارة “ميني كوبر بيضاء”، وهو نفس طراز السيارة المستخدمة في الهجوم.
نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي
من خلال تحليل حساباته، لم يظهر أي دليل مباشر على محتوى إسلامي متطرف أو جهادي، لكنه كان ناشطاً في دعم المقاومة ضد طالبان، وعبّر عن رغبته في أن تعود الفتيات الأفغانيات إلى المدارس. بعض منشوراته كانت تحتوي على آيات قرآنية، لكنه لم يُظهر أي مؤشرات على ارتباطه بجماعات متطرفة.
وقع الهجوم قبل أيام من انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو حدث عالمي يشارك فيه مسؤولون دوليون، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
رغم تأكيد الشرطة عدم ارتباط الحادث بالمؤتمر، إلا أن هناك استنفارًا أمنيًا واسعًا، حيث تم نشر 5000 ضابط لتعزيز الحماية في أنحاء المدينة، خاصة في محيط الفعاليات السياسية.
تفاعل المجتمع الألماني مع الحادث
توافد عدد كبير من المواطنين إلى موقع الحادث، حيث قاموا بوضع الزهور وإضاءة الشموع تضامناً مع الضحايا. كما حمل البعض لافتات كُتب عليها عبارات مثل:
- “معاً من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”
- “أفكارنا مع الضحايا”
- “لا تستغلوا هذا الهجوم في الحملة الانتخابية”
انعكاسات الحادث على الانتخابات الألمانية
تأتي هذه الحادثة قبل 10 أيام فقط من الانتخابات المحلية في 23 شباط/ فبراير 2025، والتي تشهد جدلاً واسعاً حول الهجرة والأمن، بعد سلسلة من الاعتداءات الدامية التي نُسبت لأجانب.
- استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قد يحقق نتائج غير مسبوقة، مع توقعات بحصوله على أكثر من 20 بالمائة من الأصوات، وهو ما يزيد عن ضعف نتيجته في انتخابات 2021.
- يرى مراقبون أن هذا الهجوم قد يعزز مواقف الأحزاب اليمينية التي تتبنى سياسات صارمة ضد الهجرة واللاجئين.
موقف الحكومة الألمانية
علق المستشار الألماني أولاف شولتز على الحادث قائلًا: “المشتبه به يجب أن يعاقب بشدة، ولا يجب أن يكون لديه أي أمل في الحصول على إقامة في ألمانيا”.
وأضاف: “إذا تأكد أن الهجوم إرهابي، فيجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجناة المحتملين”.
من جانبها، زارت وزيرة الداخلية نانسي فايزر موقع الحادث، حيث وضعت إكليلاً من الزهور وأكدت على أن المشتبه به سيُحاكم بأقصى قوة القانون. كما شددت على ضرورة إعادة النظر في سياسات الترحيل، لا سيما فيما يتعلق بالمهاجرين الأفغان.
قلق وسط الجالية الأفغانية في ألمانيا
تضم ألمانيا أكثر من 30 ألف لاجئ أفغاني منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021، ويعيش العديد منهم في ميونيخ.
يقول ميوند خان، الذي يعيش في المدينة منذ 10 سنوات: “أدين بشدة هذا الهجوم، فهو سيزيد من غضب المجتمع الألماني تجاهنا، رغم أنه تصرف فردي”.
أما موموزاي، المقيم في ميونيخ منذ أكثر من ثلاثة عقود، فيرى أن “الهجوم سيمنح الأحزاب اليمينية مبرراً لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً ضد اللاجئين”.
أصبحت ألمانيا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستأنف ترحيل الأفغان بعد وصول طالبان إلى السلطة، إلا أن هذا الحادث قد يؤدي إلى تشديد الإجراءات الأمنية وزيادة القيود على سياسات الهجرة.
في ظل تصاعد التوترات السياسية، من المتوقع أن يشهد الخطاب الانتخابي القادم في ألمانيا تصعيدًا حادًا حول قضية الهجرة والأمن، مما قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في المشهد السياسي الألماني.