حذرت وكالات الاستخبارات من أن روسيا تخطط لأعمال تخريبية عنيفة في جميع أنحاء أوروبا، حيث تشير التقييمات إلى أن عملاء الكرملين يعدون لتفجيرات سرية وإحراق متعمد وهجمات على البنى التحتية، وذلك في الوقت الذي تلتزم فيه موسكو بمسار الصراع الدائم مع الغرب.
ووفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، يعتقد مسؤولو الاستخبارات أن روسيا بدأت بالفعل في الإعداد بنشاط أكبر لتفجيرات سرية وهجمات حرق متعمد وإلحاق أضرار بالبنية التحتية على الأراضي الأوروبية، بشكل مباشر أو عبر وكلاء، مع القليل من الاهتمام الواضح بشأن التسبب في مقتل مدنيين.
وذكرت الصحيفة – نقلاً عن تقييمات من ثلاث دول أوروبية مختلفة – أنه في حين أن عملاء الكرملين لديهم تاريخ طويل من مثل هذه العمليات، بما في ذلك شن هجمات متفرقة في أوروبا في السنوات الأخيرة، فإن الأدلة تتزايد على وجود جهود أكثر عدوانية وتضافراً.
ونقلت الصحيفة عن توماس هالدينوانغ، رئيس المخابرات الداخلية الألمانية، قوله: “إننا نقيم خطر تزايد أعمال التخريب التي تسيطر عليها الدولة بشكل كبير”. وأضاف: “يبدو أن روسيا الآن مرتاحة لتنفيذ عمليات على الأراضي الأوروبية مع احتمال كبير للضرر.”
وفي السويد، كشف تقرير الصحيفة البريطانية أن أجهزة الأمن في الوقت نفسه تحقق في سلسلة من حالات خروج القطارات عن القضبان في الفترة الأخيرة، والتي يشتبه في أنها قد تكون أعمال تخريب مدعومة من الكرملين.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، تحقق لجنة الحوادث لدى شركة “Säpo” في حالات خروج قطارين مؤخراً عن مسارهما في سكة حديد “Malmbanan” باعتبارها تخريبًا محتملاً من قبل روسيا، لكنها لا ترى أي صحة لمثل هذه الادعاءات حتى الآن.
كما نقلت صحيفة “إكسبريسن” عن جوناس باكستراند، رئيس التحقيق في لجنة الحوادث، قوله إنه لا يبدو أن هناك أي أساس للادعاءات الواردة في وسائل الإعلام. وأضاف: “يبدو أن هناك أسبابًا طبيعية تتعلق بالسكك الحديدية نفسها لخروج هذين القطارين عن مسارهما.”
ووفقاً لتقرير “إكسبريسن”، لا يريد فريق “Säpo” الخوض بتعمق في قضية “Malmbanan” على وجه التحديد، لكنه يقول إنه يرى “نشاطًا أكثر عدوانية وعرضة للمخاطر ضد السويد من ذي قبل”.
وقالت الصحيفة إن شركة “Säpo” تتعاون بشكل مستمر مع الشرطة، خاصة إذا يتعلق الأمر باحتمال تدخل قوة أجنبية. ونقلت “إكسبريسن” عن المتحدث الصحفي باسم الشركة، فريدريك هولتغرين-فريبيرج، قوله أمس إن الأمر بات في أيدي الشرطة في الوقت الحالي.
وأضاف: “قطاع الاتصالات وقطاع الطاقة والأنشطة المرتبطة بالنقل الاستراتيجي في البلاد باتت أهدافاً رئيسية لروسيا.” وتابع المتحدث: “الأمر مرتبط على الأغلب بالمساعدات العسكرية التي نرسلها (السويد) إلى أوكرانيا.”
وفي التشيك، حاولت روسيا تدمير أنظمة الإشارات على السكك الحديدية التشيكية، حسبما قال وزير النقل في البلاد لصحيفة “فاينانشيال تايمز” الشهر الماضي. وفي إستونيا، قال جهاز الأمن الداخلي إن الهجوم على سيارة وزير الداخلية والصحفيين في فبراير/شباط الماضي نفذه عملاء المخابرات الروسية. كما حذرت وزارة الدفاع الفرنسية هذا العام من هجمات تخريبية محتملة من جانب روسيا على مواقع عسكرية.
وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد أصدر بيانا، الخميس، أعرب فيه عن قلقه العميق إزاء تزايد “الأنشطة الخبيثة على أراضي الحلفاء” من قبل روسيا، مشيراً إلى ما وصفه بـ”الحملة المكثفة عبر المنطقة الأوروبية الأطلسية”. وتأتي المخاوف المتزايدة بشأن شهية روسيا لإلحاق أضرار مادية بخصومها في أعقاب سلسلة من الاتهامات ضد روسيا بشأن حملات التضليل والقرصنة.