بديعة بصيص، امرأة سورية محجبة، تكسرُ تجربتُها في السويد، الصورةَ السلبية عن أن “المحجبات لا مكان لهن في سوق العمل”، فهي المحجبة الوحيدة في شركة Abstracta السويدية، في مجال صناعة الأخشاب والديكورات.
تقول لـ “SWED 24”: “استطعت أن أحطم الصورة السلبية عن المرأة المحجبة، التي تقول إنها عاجزة عن العمل في الصناعة، وليست قادرة على الاندماج، وإنها لا تستطيع اتخاذ القرارات بدون زوجها وعائلتها”.
وتضيف: “نجحت بفضل دعم زوجي محي الدين برادعي ومساعدته، فهو سندي منذ 20 عاماً، أعتقد بإمكان المرأة الدخول الى سوق العمل من خلال التفاهم والتعاون مع زوجها وعائلتها، الحياة الجديدة في مجتمع جديد لا تعني ابدا التمرد على عاداتنا وتقاليدنا، ولا تعني من ناحية اخرى عبودية عمياء، فالموضوع بكل بساطة هو: تعاون و تفاهم بين افراد العائلة “.
حصلت بديعة على عقد عمل في الشركة في 2022، وتقول: “أنا المرأة المسلمة المحجبة الوحيدة في الشركة، والجميع رائعون معي، وأنا أشكرهم فرداً فرداً.. أقول لكل امرأة محجبة: الحجاب ليس حاجزاً للعمل والاندماج، اجعليه حافزا وليس حاجزا “.
بديعة بديع بصيص، من مدينة جبلة الساحلية في محافظة اللاذقية بسوريا، وصلت السويد عن طريق لم الشمل مع أولادها الثلاثة في 2017.
صعوبات قبل العمل
تقول: “قبل البدء باللغة أخذت محاضرات عن المجتمع السويدي، وعاداته وتقاليده وقوانينه وطقوسه وأعياده، فهذه المعلومات مفيدة جدا لمن يأتي الى هذا البلد، ثم دخلت مدرسة تعلم اللغة السويدية، وأكيد البدايات كانت صعبة، خصوصا بسبب بعض الأشخاص السلبيين، فمررت بعدة محطات في الدراسة والتدريب والتنقل بين المدن والسفر للقاء والدي المرحوم الذي توفي لاحقا إلى ان استطعت الحصول على عقد عمل في مجال صناعي بالشركة المذكورة.
انهيت دراسة اللغة وتابعت دراسة الـ “غروند” ثم التقينا انا وزوجي بالأستاذ كارل كرم Projekt ledare الذي شجعنا على دراسة المهن، لندخل في سوق العمل، ثم درست مع زوجي في trä centrum i Nässjö لمدة سنة، وبعدها حصلت على تدريب في شركة Abstracta في lammhult فكانت تجربة جميلة بالنسبة لي ولكن صعبة، بسبب إنها كانت أول مرة أدخل فيها مجال الصناعة وأنا عمري 48 عاما.
قابلت اول يوم زميلتي Tessan التي اليوم هي من أفضل اصدقائي السويديين، ساعدتني في شرح كيفية العمل، وواجهت صعوبة أخرى فلغة المدرسة تختلف عن لغة العمل والشارع، ولكن زملائي السويديين لم يبخلوا عني في الشرح وتبسيط اللغة”.
لا أحد يتدخل بحجابي
مسؤولي في العمل دائما يقول لي لا يحق لأحد التدخل في نوع الملابس التي ارتديها ولا بحجابي، فأنا احترم الجميع والجميع يحترمني. والحمد لله اثبتت جدارتي في العمل وكسبت ثقة ومحبة الجميع.
أشكر السويد فهي أعطتنا الأمان، وشعرت بالسعادة عندما حصلت على الجنسية السويدية. شكرا الى الاستاذ كارل كرم وكل من ساعدني في متابعة تعلم اللغة خاصة Stefan Norberg و Krester .. شكرا لهم ولجميع زميلاتي وزملائي.