في خضمّ النقاشات المستمرة حول اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني، أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) دراسة جديدة تُسلّط الضوء على حقائق مغايرة للتصورات السائدة.
الدراسة، التي قارنت واقع الاندماج في ألمانيا مع دول أوروبية أخرى مثل أستراليا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وإيطاليا والدول الإسكندنافية، كشفت أن ألمانيا تُحرز نتائج إيجابية في هذا المجال على الرغم من التحديات القائمة.
ألمانيا.. بلد هجرة بامتياز
وأكدت الدراسة أن الهجرة ليست ظاهرة جديدة على ألمانيا، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها، حيث قال توماس ليبيغ، خبير الهجرة في OECD: “يوجد في ألمانيا أكثر من 14 مليون مهاجر، وإذا أضفنا إليهم أبناء المهاجرين من الجيلين الأول والثاني، فإن أكثر من 20% من سكان ألمانيا وُلدوا خارجها أو ينحدرون من أصول مهاجرة”.
سوق العمل.. مفتاح الاندماج الناجح
وسجلت الدراسة أن نسبة توظيف المهاجرين في ألمانيا تصل إلى 70%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمتوسط التوظيف في دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعكس نجاح ألمانيا في دمج المهاجرين في سوق العمل.
التعليم.. حجر الزاوية في عملية الاندماج
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية بشأن التوظيف، أبرزت الدراسة ضرورة تكثيف الجهود لتحسين مستوى تعليم المهاجرين، حيث أن ثلثيهم فقط يتقنون اللغة الألمانية بعد خمس سنوات من إقامتهم.
فجوة في معدل توظيف الأمهات المهاجرات
كما لفتت الدراسة إلى وجود فجوة بين معدلات توظيف النساء الألمانيات و الأمهات المهاجرات الشابات، حيث تعمل 40% فقط من الأمهات المهاجرات، بينما تصل النسبة إلى 70% بين النساء الألمانيات.
تحديات مستقبلية
وتُشير التوقعات إلى استمرار تدفق المهاجرين إلى ألمانيا خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الألمانية وضع خطط استباقية لضمان استمرار نجاح عملية الاندماج والتصدي للتحديات المتعلقة بالسكن والتعليم والاندماج الاجتماعي.
المصدر: DW