في مفارقة لافتة، سجل عام 2023 انخفاضًا قياسيًا في عدد الأسر المتلقية للإعانات الاجتماعية في السويد منذ بدء إحصاء هذه البيانات عام 1990، وذلك رغم ارتفاع التضخم وأسعار المواد الغذائية.
وبحسب إحصاءات حديثة صادرة عن المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية “Socialstyrelsen”، فقد تراجع عدد الأسر المستفيدة من الإعانات الاجتماعية إلى ما يقارب 146 ألف أسرة خلال العام الماضي، مقارنة بنحو 226,400 أسرة عام 2014، أي بانخفاض نسبته 36%.
وعبر “تابيو سالونين”، أستاذ الخدمة الاجتماعية، عن دهشته من هذا الانخفاض المطرد على مدى السنوات الثماني الماضية، لا سيما في ظل اقتصاد يعاني من التضخم وزيادة نشاط منظمات المجتمع المدني في توفير المساعدات الغذائية.
وأرجع “سالونين” هذا التراجع إلى انخفاض الحاجة للمساعدات بعد موجة اللجوء الكبيرة التي شهدتها البلاد في العقد الماضي، بالإضافة إلى انخفاض معدلات البطالة بين ذوي التعليم المتدني والمولودين خارج السويد.
كما أشار إلى أن تشديد شروط الحصول على إعانات الدعم من البلديات ربما يكون له دور في هذا الانخفاض، موضحًا أن بعض العائلات المستحقة لهذه الإعانات أصبحت أكثر حذراً في طلب المساعدة، خشية من تداعيات ذلك، لا سيما بعد حملات التوعية بشأن قانون رعاية الشباب (LVU).
ولفت “سالونين” إلى وجود “عدد كبير من الحالات غير المُسجّلة” للعائلات المحتاجة للدعم ولكنها لا تتقدم بطلبات للحصول عليه.
وفي المقابل، كشفت الإحصاءات عن وجود استثناء وحيد لهذا التراجع، حيث سجلت فئة كبار السن، وخاصة النساء، زيادة في عدد المستفيدين من الإعانات الاجتماعية.
وأوضحت “صوفيا ليدين”، الباحثة في المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية، أن رفع سن التقاعد قد يكون أحد أسباب هذه الزيادة.
ويبقى هذا التراجع اللافت في أعداد المستفيدين من الإعانات الاجتماعية في السويد محل تساؤل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، مما يستدعي مزيدًا من البحث والدراسة لفهم أسبابه وتداعياته.
المصدر: SVT