نشر التلفزيون السويدي SVT أمس الثلاثاء تقريراً عن ما يجذب الأطفال والشباب اليافعين الى عالم العصابات والجريمة. والتقى التلفزيون بشاب لم تظهر معالم وجهه لحمايته، انخرط في عالم الجريمة منذ ان كان عمره 14 عاماً فقط.
ويمكن للأطفال كسب الاف الكرونات يومياً من مبيعات المخدرات، حيث يكسب المرء أموال جيدة من بيع كل مائة غرام من المخدرات، الأمر الذي يدفع بالأطفال والشباب اليافعين الى الحلم بالكسب السريع وتحقيق المزيد من الأرباح من خلال الانخراط بتلك الأعمال المميتة.
يقول الشاب كيم، وهو اسمه غير الحقيقي، ان “هذا ما يجعل المرء يرغب في بيع المزيد والمزيد. المال هو كل شيء”.
كان كيم مجرماً نشطاً لسنوات عدة، وكان يعمل بشكل رئيسي في مبيعات المخدرات وهو لم يزل طفلاً في الـ 14 من عمره.
“اشتري ما أشاء”
يتابع كيم، قائلاً: “كنت اشتري كل ما اريد شراءه. أحذية، ملابس وكل شيء. وهذا ما يجعلك ترغب في بيع المزيد والمزيد”.
وأوضح، أنه ورغم انه عاش في عائلة لم تكن تعاني من صعوبات مالية او ضعف اقتصادي الا ان المال جذبه، ولم يمض وقت طويل حتى ترك المدرسة، إذ كان يقضي أياماً كاملة في بيع المخدرات لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.
يقول كيم: “كنت اربح نحو 5-6 آلاف كرون في اليوم الواحد ونحو 20 ألف كرون في الأسبوع الذي كنت اعمل فيه جيداً”.
ووفقاً لرئيسة الشرطة في إدارة العمليات الوطنية، كارين غوتبلاد، فإن من الشائع ان يتم اغراء الأطفال من خلال الوعود بجني الكثير من المال، كما ان الانخراط في عالم المخدرات يمنح الأطفال صغار العمر مكانة بين اندادهم.
“هذه هي طريقة الجذب”
وكان التلفزيون السويدي قد شارك في متابعة التحقيق بقضية مخدرات تتعلق بثلاثة أشخاص في العشرينات من العمر. ومن خلال تفريغ هواتفهم المحمولة، تمكنت الشرطة من متابعة خطط الجناة الثلاث وقراءة ما كانوا يكتبونه من رسائل نصية عن نظام رواتب واضح لأولئك الذين يبيعون الحشيش والكوكايين ورواتب مضمونة لمن يُقبض عليهم ويُحكم عليهم بالسجن بشرط عدم تعاونهم مع الشرطة.
تقول إحدى تلك الرسائل: “من يفعل ذلك يتقاضى راتباً يتراوح بين 50-100 ألف في الشهر”.
وأيضاً: “في حالة وقوع حادث، فإن الموظفين المخلصين لدينا يحصلون على ضمان للراتب اثناء تواجدهم في السجن. 50 ألف كرون عن كل عام إذا لم يبلغوا الشرطة بشيء، والا فسيتم الحكم عليهم بالإعدام ومطاردتهم لبقية حياتهم”.
“استخدام الأطفال أرخص”
وهناك تسلسل هرمي في عالم الجريمة، يبدأ مع بيع المخدرات ويتدرج الشخص المتورط بعد ذلك في السلم وفقاً لنشاطه في عالم الجريمة.
وارتقى كيم في السلم الهرمي من بائع مخدرات إلى الشخص الثاني الذي يُلجأ اليه عند بيع المخدرات والمسؤول عن تجنيد الاخرين، لكنه يقول إنه كان يتجنب تجنيد الأطفال.
يقول كيم: “كان لدى كبار السن الذين يبيعون المخدرات لي، لذلك لم أكن بحاجة الى الصغار. ولكن كان هناك من يجندون الأطفال لذلك، لأن من الأرخص استخدام الأطفال، في بعض الأحيان لا يكون المرء بحاجة الى دفع المال لهم، بل ايلاءهم القليل من الاهتمام فقط”.