SWED 24: في خطوة تاريخية، أعلنت القوات المسلحة السويدية عن إطلاق أول قمر صناعي عسكري سويدي، وهو جزء من مشروع استراتيجي يهدف إلى تحقيق استقلالية في الاتصالات العسكرية وجمع المعلومات الاستخباراتية.
المشروع، الذي ظل قيد السرية منذ إطلاق القمر الصناعي في 16 أغسطس الماضي من قاعدة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، يمثل نقلة نوعية في القدرات الدفاعية السويدية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.
“Gna-3”.. من أسطورة إسكندنافية إلى أداة عسكرية متطورة
يحمل القمر الصناعي اسم “Gna-3″، وهو مكعب صغير لا يتجاوز وزنه 4 كيلوغرامات، مستوحى من اسم الإلهة الإسكندنافية غنا، التي كانت تعمل كرسول للإلهة فريغ. واليوم، أصبحت غنا-3 رسولًا جديدًا للقوات المسلحة السويدية في الفضاء.
وزير الدفاع السويدي بال جونسون أكد أهمية هذه الخطوة، قائلًا: “هذا المشروع يمنح السويد أول أقمارها الصناعية العسكرية، وهو تطور استراتيجي يعزز قدرتنا الدفاعية”.
لماذا تستثمر السويد في أقمار صناعية عسكرية؟
في ظل عضويتها الوشيكة في حلف الناتو، تساءل البعض عن جدوى تطوير نظام فضائي عسكري خاص، بدلاً من الاعتماد على البنية التحتية المشتركة للحلف. يوضح بال جونسون أسباب هذا التوجه قائلًا: “لدينا موقع جغرافي فريد يتيح لنا إطلاق أقمار صناعية ذات مدارات قطبية من قاعدة إسرانج (Esrange) الفضائية، وهو أمر نادر عالمياً. كما أن امتلاكنا لنظام مستقل للاتصالات وجمع المعلومات الاستخباراتية يمنحنا سيادة أكبر وقدرة على اتخاذ قرارات سريعة في أوقات الأزمات”.
يقع غنا-3 على ارتفاع 500 كيلومتر ويدور حول الأرض بسرعة 27,000 كيلومتر في الساعة، ما يمكنه من المرور فوق السويد ومنطقة بحر البلطيق أربع مرات يومياً. وتكمن أهميته في توفير قناة اتصالات عسكرية مستقلة يمكن الاعتماد عليها في الحالات الطارئة.
نحو نظام فضائي عسكري متكامل بحلول 2030
تعد غنا-3 مجرد البداية، إذ تخطط القوات المسلحة السويدية لإطلاق قمر صناعي آخر في 2025، يليه ثالث في 2027، على أن يكون النظام الفضائي العسكري السويدي كامل التشغيل بحلول عام 2030، وفقاً لما ذكره يوهان نيستروم، رئيس وحدة الفضاء في القوات المسلحة السويدية.
رغم هذا التقدم، تؤكد السويد التزامها بعدم عسكرة الفضاء، إذ صرح رئيس سلاح الجو السويدي يوناس فيكمان، قائلاً: “ليس لدينا أي خطط لتسليح الفضاء، بل نركز على تطوير قدراتنا الدفاعية والاتصالية”.
مع تزايد أهمية الفضاء في الحروب المستقبلية، تدخل السويد سباق التسلح الفضائي بقوة، مستفيدة من خبرتها التقنية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. وبينما تتجه الأنظار إلى المستقبل، يبقى السؤال الأبرز: هل تصبح السويد قوة فضائية عسكرية رائدة في شمال أوروبا؟