SWED24: في خطوة قد تعيد رسم التفوق البحري في المستقبل، يعمل توماس يمت، المهندس والمخترع السويدي، على تطوير درون بحري صامت يُدعى “نيورد” (Njord)، يستخدم زعانف بدلاً من مراوح الدفع التقليدية، مما يجعله غير قابل للكشف تحت الماء.
وقال يمت في تصريحات صحفية: “نيورد يمكن أن يمنحنا سيطرة كاملة على البحار”.
ويجري تطوير الدرون الجديد بدعم من برنامج “ديانا” التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن المتوقع أن يدخل الإنتاج قريبًا في السويد.
والدرون البحري هو مركبة غير مأهولة تعمل تحت الماء أو على سطح البحر، ويتم التحكم بها عن بعد أو تعمل بشكل مستقل باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي. تُعرف هذه المركبات أيضًا باسم المركبات البحرية غير المأهولة (Unmanned Surface Vehicles – USV) أو المركبات غير المأهولة تحت الماء (Unmanned Underwater Vehicles – UUV)، وذلك بناءً على طريقة عملها ومجال استخدامها.
تصميم مستوحى من الدلافين
استوحى توماس يمت فكرة الدرون الجديد من طريقة حركة الدلافين، حيث قضى ساعات طويلة في مرصد الدلافين في كولموردن لدراسة كيفية استخدام هذه الثدييات لزعانفها في التنقل بسلاسة ودون إصدار ضوضاء.
والنتيجة كانت “نيورد”، وهو درون بحري يمكن استخدامه للأغراض المدنية والعسكرية، حيث يمكنه جمع عينات من مياه بحر البلطيق أو تنفيذ عمليات هجومية ضد السفن المعادية باستخدام الطوربيدات.
استخدامات عسكرية متطورة
مع تسارع سباق التسلح البحري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت الدرونات البحرية أداة رئيسية في الحروب الحديثة. وقد أظهرت أوكرانيا كيف يمكن استخدام الدرونات البحرية بشكل فعال ضد الأسطول الروسي في البحر الأسود، لكن معظم هذه الدرونات تُحدث ضوضاء وتُكشف بسهولة عبر السونار.
لكن “نيورد” يتمتع بميزة تكتيكية هائلة، حيث أثبتت الاختبارات التي أجراها مكتب العتاد الدفاعي السويدي (FMV) أن الدرون يعمل بصمت تام تحت الماء، مما يجعله غير مرئي لأنظمة السونار الخاصة بالسفن المعادية.
وقال يمت: “القدرة على التحرك بصمت تحت الماء تعني أننا نمتلك تفوقاً استراتيجياً يمكن أن يغير قواعد اللعبة في الحروب البحرية”.
دعم من الناتو لتسريع الإنتاج
وحصلت شركة Dolprop Industries، التي أسسها يمت، على دعم من برنامج “ديانا” للابتكار في صناعة الدفاع التابع لحلف الناتو، مما سمح بتسريع تطوير “نيورد”.
وأوضح يمت أن الشركة كانت واحدة من بين 74 شركة فقط تم اختيارها من أصل 2600 شركة في 32 دولة داخل الناتو للحصول على الدعم اللازم لتطوير وإنتاج الابتكارات الدفاعية.
وأضاف: “نحن واحد من بين خمسة شركات سويدية حصلت على هذا الدعم، وهذا سيساعدنا على تسريع الإنتاج وتحقيق قفزة نوعية في التكنولوجيا البحرية”.
من فكرة بيئية إلى مشروع عسكري متقدم
في الأصل، بدأ يمت هذا المشروع كمبادرة لإيجاد بديل لمراوح الدفع التقليدية التي تسبب تلوثاً صوتياً يضر بالحياة البحرية، لكن سرعان ما تحولت فكرته إلى تكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وبعد 15 عاماً من الأبحاث والتطوير، أصبح “نيورد” الآن على وشك دخول مرحلة الإنتاج، مما قد يمثل نقلة نوعية في عالم الدرونات البحرية.
مع تطور الحرب البحرية واتجاه القوى العالمية نحو الاعتماد المتزايد على الدرونات البحرية، قد يكون “نيورد” أحد أهم الابتكارات في هذا المجال، بفضل قدرته على التخفي والفعالية في تنفيذ المهام العسكرية.