SWED24: في خطوة مبتكرة تهدف إلى تحسين التعامل مع المرضى الذين يعانون من الخوف من طبيب الأسنان، أدخلت جامعة مالمو في السويد مرضى افتراضيين بتقنية الذكاء الاصطناعي ضمن تدريب طلاب طب الأسنان، لتزويدهم بخبرات أكثر واقعية قبل لقاء المرضى الحقيقيين.
المرضى الافتراضيون، الذين تم تطويرهم من قِبل أساتذة الجامعة، يتمتعون بشخصيات وسلوكيات متنوعة، ويعانون من مشكلات شائعة مثل التهاب اللثة، تسوس الأسنان، أو حتى الخوف الشديد من العيادة.
تدريب واقعي… ومواقف تحاكي الواقع
في قاعة التدريب بالجامعة، تجلس الطالبة لوفيسا إيكستين أمام شاشة، تتحاور مع “هانس”، أحد المرضى الافتراضيين ذوي الصوت الأميركي والهيئة الواقعية.
تسال لوفيسا: “مرحباً هانس، ما الذي أتى بك اليوم؟”. ويرد هانز بنبرة مترددة: “أنا متوتر قليلاً، أعلم أن لدي مشاكل في أسناني”.
الطالبة إميلي كليمنكو، التي شاركت في التدريب، وصفت التجربة بأنها “واقعية وممتعة”، قائلة: “لهم شخصياتهم الخاصة. حقاً تشعر كأنك تتعامل مع مريض حقيقي”.
من التمثيل إلى التفاعل الذكي
في السابق، كان الطلاب يُجبرون على أداء مشاهد تمثيلية مع زملائهم باستخدام سيناريوهات جاهزة. أما الآن، فإن نظام الذكاء الاصطناعي يسمح بتفاعل أكثر واقعية وتلقائية، حيث تختلف الإجابات بحسب طريقة طرح الأسئلة، ما يُشبه المواقف الحقيقية.
الطالب إيان مارسالاند أشار إلى أن التجربة تعتمد على مدى اندماج الطالب فيها: “يمكنك أن تأخذها على محمل الجد… أو لا. لكنني حاولت أن أعيش التجربة كما لو أنها حقيقية، وكانت فعالة فعلًا”.
20 بالمائة من السويديين يعانون من القلق عند زيارة طبيب الأسنان
وفقاً لأطروحة من جامعة غوتنبرغ، فإن واحداً من كل خمسة سويديين يعاني من القلق أو الرهاب عند زيارة طبيب الأسنان، ما يُبرز أهمية هذا النوع من التدريب القائم على المحاكاة والتواصل الفعال.
يقول الدكتور ألكسندر ميلوسافليفيتش، أستاذ مشارك في جامعة مالمو: “قد تكون المهارات التقنية صعبة، لكن التحدي الأكبر هو التواصل مع المريض. من هنا تبدأ الثقة، ومن هنا تتشكل التغييرات السلوكية التي تحسن صحة الفم”.
ويؤكد أن نظام المرضى الافتراضيين أفضل بكثير من التمارين القديمة، حيث أن التمثيل مع الزملاء لا يُنتج نفس مستوى الواقعية، قائلاً: “عندما تتعامل مع زميل وتقرأ من سيناريو، تفقد التفاعل الطبيعي. بينما الذكاء الاصطناعي يمنحنا ردود فعل غير متوقعة وأقرب إلى الواقع”.