قدّم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مقترحاً للاجتماع الكنسي القادم في السويد يطالب فيه بوقف تقليد تسليم العروس أثناء مراسم الزواج في الكنيسة.
وفي تعليق له على هذا المقترح، قال جوناس إيك، كبير كهنة كاتدرائية ستوكهولم (Storkyrkan): ” يُظهر هذا المقترح أن التقاليد شيء متغير “.
مُجرد لفتة حانية أم نتاج أنظمة أبوية متجذرة؟
عاد النقاش حول تقليد تسليم العروس أثناء مراسيم الزواج إلى الساحة من جديد، وذلك في أعقاب المقترح الذي تقدّم به الحزب الاشتراكي الديمقراطي للاجتماع الكنسي القادم. ويسعى المقترح إلى وضع ضوابط لهذا التقليد وإيقافه نهائياً.
وفي هذا السياق، قالت نينا كونيباك، القسيسة في أبرشية (Högsbo) وأحد مطرحي المقترح: “نحن نسعى إلى وضع مبادئ توضّح موقفنا من هذا التقليد داخل الكنيسة السويدية. فهذا التقليد مستمد من نظام أبوي قديم ولا ينتمي بتاتاً إلى تقاليدنا أو يتوافق مع عقيدتنا أو جهود الكنيسة السويدية في مجال المساواة بين الجنسين”.
وأضافت: “يجب أن نكون نحن القساوسة قادرين على مباركة ما نؤمن بأنه صادق وحُر ومليء بالحب باسم الله. وما نريد مباركته هو ارتباط شخصين بقرار حر بدافع الحب. لذلك فإن هذا التقليد الظلامي الذي ينقل فيه الأب ابنته من رجل إلى آخر يتعارض تماماً مع قيمنا”.
المقترح يُقابل بالانتقادات
قُوبل المقترح بردود فعل غاضبة، حيث رأى الديمقراطيون المسيحيون في الكنيسة السويدية أن قرار تسليم العروس هو أمر يخص القس والعروسين ولا يجب أن تُفرض عليه ضوابط صارمة في نظام الطقوس الدينية.
ووصفت إيما يونسون، منسقة حفلات الزفاف، المقترح بـ “السخيف”، متسائلةً: “ألا يحق لنا أن نختار من نريد أن يدخل معنا الكنيسة بحرية؟”.
انتشار واسع بفضل الثقافة الشعبية
ازداد الإقبال على تقليد تسليم العروس بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي. ويرى كبير كهنة كاتدرائية ستوكهولم أن سبب ذلك يعود إلى تأثير الثقافة الشعبية، قائلاً: “بما أن الناس أصبحوا يستقون أفكارهم وتأمّلاتهم الوجودية من الثقافة الشعبية، فمن الطبيعي أن يُصبح لهذه التقاليد جاذبية كبيرة لديهم عند التخطيط لحفل زفافهم”.
وأضاف أن تقليد تسليم العروس ليس جزءاً من الثقافة السويدية لكنه في طريقه لذلك.
الاجتماع الكنسي
يُعدّ الاجتماع الكنسي أعلى سلطة قرارية في الكنيسة السويدية ويُعقد بشكل سنوي. ويهدف الاجتماع إلى اتخاذ القرارات بشأن النظام الداخلي للكنيسة السويدية، بما في ذلك القوانين المتعلقة بكتاب الترانيم، ودليل الكنيسة، ومراسم الزواج، والهيكل التنظيمي لل كنيسة.
ويشارك في هذا الاجتماع 251 عضواً يتم انتخابهم من قبل أعضاء الكنيسة السويدية كل أربع سنوات.
وسينعقد الاجتماع الكنسي لعام 2024 على مرحلتين: الأولى في بداية شهر أكتوبر والثانية في منتصف شهر نوفمبر. وتتمحور موضوعات اجتماع هذا العام حول “دور الكنيسة في الحياة العامة”، مما يعني أن هناك قيوداً على حق تقديم المقترحات. وقد تم تقديم 86 مقترحاً حتى الآن.
المصدر: SVT