SWED24: تزايد الاهتمام مؤخراً بأدوية السمنة كأحد أهم التطورات في الطب الحديث، لكن وسط الأمل الكبير الذي يحيط بهذه العقاقير، تحذر الأوساط الطبية من التسرع في اعتبارها حلاً سحرياً لمشكلة البدانة.
في حديث خاص، قدمت الدكتورة جوانا أودين هيمينغسون، كبيرة الأطباء في مركز السمنة بالسويد، رؤيتها حول هذه الأدوية التي أثارت جدلاً واسعاً، وأوضحت أنه لا يمكن فهم هذه العلاجات دون إدراك طبيعة السمنة كمرض مزمن.
تقول الدكتورة هيمينغسون: “يمكن أن يكون لدى الشخص مؤشر كتلة جسم مرتفع ويتمتع بصحة أفضل من شخص نحيف، لكن السمنة الحقيقية ترتبط غالباً بعوامل وراثية وتؤدي إلى تهميش المرضى في المجتمع”.
ليست معجزة – بل علاج مستمر
المشكلة الكبرى في السمنة ليست فقدان الوزن، بل الحفاظ على الوزن الجديد. وهنا تؤكد الخبيرة أن الدواء يعمل فقط طالما استُخدم، مضيفة: “لا بد من دعم طبي شامل يشمل تغيير نمط الحياة، وإلا فلن تدوم الفوائد الصحية التي تحققها الأدوية”.
في المقابل، تحمل الأدوية معها بعض الآثار الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل مشكلات في الجهاز الهضمي والتهاب المرارة، وقد يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً عاجلاً في بعض الحالات.
توضح الطبيبة، قائلة: “الدواء قد يؤدي إلى إسهال دائم أو ألم في البطن، وهذه أمور لا يمكن الاستخفاف بها”.
هل تقلل الأدوية من خطر الإصابة بالخرف؟
انتشرت تقارير تفيد بأن هذه الأدوية قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف أو الإدمان، إلا أن الدكتورة هيمينغسون توضح أن هذا غير مؤكد، وتقول: “لا نعلم بعد إن كان ذلك بسبب الدواء ذاته أم بسبب فقدان الوزن الذي يحدث نتيجة تناوله”.
القلق بشأن فقدان الكتلة العضلية ليس جديداً، لكنه لا يعني بالضرورة أن الأضرار دائمة.
الخبيرة تؤكد: “الفقدان السريع للوزن يؤدي عادة إلى فقدان العضلات، لكن لا يوجد دليل علمي يقول إن العضلات لا يمكن استعادتها من جديد”.
أخطر ما تراه الخبيرة هو لجوء الأصحاء والذين لا يعانون من السمنة إلى هذه الأدوية بهدف التنحيف فقط، ما قد يؤدي إلى سوء تغذية أو نقص حاد في الفيتامينات والمعادن.
وقالت هيمينغسون: “نحذر بشدة من استخدام هذه الأدوية من قبل الأشخاص الذين لا يحتاجون إليها طبياً”.