قالت شركة “إيكيا” العملاقة المصنّعة للأثاث إن الإمدادات من منتجاتها قد تتأخر في أعقاب هجمات الحوثيين على السفن التي تستخدم طريق التجارة الرئيسي في البحر الأحمر. وفق ما ذكرته شبكة بي بي سي.
وكانت العديد من الشركات قد أوقفت شحناتها عبر طريق البحر الأحمر بعد تعرض سفن لهجمات من جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن.
وقال متحدث باسم شركة “إيكيا”: “سينجم عن الوضع في قناة السويس تأخيرا وقد يسبب نقصا لبعض المنتجات”.
وأضاف المتحدث بأن الشركة تبحث عن خيارات أخرى لضمان توفر منتجاتها للزبائن.
ويضيف طريق الشحن البديل، حول رأس الرجاء الصالح، حوالي 3500 ميل بحري للرحلة، ويستغرق حوالي 10 أيام إضافية عن الوقت الأصلي.
وقالت شركة البحوث الخاصة بسلاسل التوريد “بروجيكت 44” إن السلع قد تبدأ بالاختفاء عن الرفوف اعتباراً من فبراير/ شباط القادم.
وقال أندرو أوبي، مدير الأغذية والاستدامة في التحالف البريطاني للبيع بالتجزئة للبي بي سي، إن الأزمة الراهنة لن يكون لها أي تأثير على موسم العطلات حيث أن تلك المنتجات موجودة بالفعل في المملكة المتحدة، لكنه حذر قائلاً: “على المدى الطويل، بعض السلع قد يستغرق شحنها وقتاً أطول، إذ يتم نقلها عبر طرق أطول مسافة”.
وبالإضافة إلى تأخر وصول المنتجات، فإن الرحلات الأطول مسافة ستزيد من تكلفة الشحن، الأمر الذي قد يكون له تأثير على الأسعار التي يدفعها الزبائن.
وتقدّر الشركة المتخصصة بتحليلات الشحن “زينيتا” أن كل رحلة بين آسيا وشمال أوروبا قد تكلف مليون دولار إضافي.
وقال بيتر ساند، وهو كبير المحللين في شركة “زينيتا” إن “هذه التكلفة سيتم تمريرها في نهاية المطاف إلى المستهلكين الذين يشترون السلع”.
وقال نيلز هوبت، رئيس قسم الاتصالات في شركة الشحن “هاباغ لويد” لبرنامج “توداي” في البي بي سي إنه من المتوقع أن ترتفع تكلفة الحجوزات لرحلات شحن جديدة عن السابق.
لكنه أضاف بأن تكاليف النقل هي جزء صغير نسبياً من التكلفة الإجمالية لمعظم المنتجات، وبالتالي فإنه لا يتوقع أن يرى المستهلكون “زيادة كبيرة” في الأسعار.
وقال هوبت أيضاً إن الاضطرابات ليست سيئة كالتي شهدناها خلال جائحة كورونا. وأضاف: “نعم، إنها تمثل تحدياً، لكنها لا تعني أنه سيكون لدينا أرفف خاوية في المحلات التجارية”.
وكان متخصصون في النقل البحري وخبراء اقتصاد قد حذروا مما وصفوه بـ”صدمة جديدة” وشيكة في نشاط التجارة حول العالم على شاكلة الصدمة التي شهدها هذا القطاع الحيوي إبان جائحة كورونا، وذلك بعد قرار شركات شحن كبرى تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على سفن تجارية في باب المندب.