SWED 24: في واحدة من أبرز قضايا العنف المرتبط بالشرف التي هزت السويد، أُدين رجل أفغاني ووالداه بعد اعتداء وحشي على زوجته الشابة بسبب شكوك تتعلق بعذريتها.
المحكمة قضت بحكم مشروط رغم طبيعة الجريمة التي وصفت بأنها “وحشية ومدفوعة بالشرف”.
وصلت الفتاة، التي كانت قاصرة آنذاك، إلى السويد في نيسان/ أبريل 2022 لتلتحق بزوجها الذي تربطها به صلة قرابة. زواجهما كان مرتبًا في أفغانستان. لكن ليلة الزفاف تحولت إلى مأساة عندما لم يجد الزوج وعائلته ما اعتبروه “دليلًا” على عذريتها.
بحسب شهادتها أمام المحكمة، تعرضت الشابة للاعتداء الجسدي والنفسي داخل شقة العائلة. وُجهت لها تهديدات بالقتل، بما في ذلك تهديدات بالإحراق بالنار والعودة إلى أفغانستان لمواجهة مصير مميت على يد طالبان.
الاعتداء بدافع الشرف
خلال التحقيقات، كشف عن أن الزوج اتصل بوالد الضحية في أفغانستان ليبلغه بعدم “تحقيق التوقعات”، ليجيبه الأب بعبارة صادمة: “إذا كان ما تقول صحيحًا، فلديكم الحق في قتلها”.
الحادثة أبرزت بوضوح تأثير الأعراف والتقاليد المتشددة التي تربط “الشرف” بمكانة المرأة في بعض المجتمعات.
بعد ساعات طويلة من العنف والترهيب، تمكنت الفتاة من الفرار بمساعدة أحد الجيران الذي أبلغ الشرطة. التحقيقات أكدت أن الدافع وراء الجريمة كان الحفاظ على “شرف العائلة”، وهو ما دفع المحكمة إلى اعتبار القضية أكثر من مجرد اعتداء عادي.
الحكم وتداعياته
قضت محكمة لوليو بإدانة الزوج البالغ من العمر 24 عامًا ووالديه بتهم الاعتداء والتهديد الخطير. العقوبة اقتصرت على الإفراج المشروط ودفع تعويضات مالية للضحية، بالإضافة إلى الخضوع لبرامج علاجية لمرتكبي العنف الأسري.
تقول محامية الضحية ليزا لنتا: “نشعر بالارتياح للإدانة، لكن كنا نأمل في عقوبات أكثر صرامة تتناسب مع حجم الجريمة ودافعها القائم على الشرف”.
ومنذ وقوع الحادثة، تعيش الضحية تحت حماية هوية جديدة في السويد. لكنها تأمل أن تكون قصتها مصدر إلهام للنساء الأخريات اللواتي يعانين في صمت بسبب الجرائم المرتبطة بالشرف، مشددة على أهمية كسر هذا الصمت ومواجهة هذه التقاليد البالية التي تهدد أرواح النساء.