رأي: في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية والسياسية، يبرز دورنا كأفراد في المجتمع كعامل حاسم في إحداث التغيير. نحن، المواطنون من اصول اجنبية ، نتحدث كثيراً عن العنصرية وثقافة الكراهية، وندعو إلى العدالة والمساواة. لكن هل نحن مستعدون لأخذ الخطوة العملية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف؟
الانتخابات القادمة 2026 تمثل فرصة ذهبية لنا للتعبير عن صوتنا ومطالبنا. إن 250 ألف صوت انتخابي يمكن أن تكون لها تأثير كبير في ترجيح كفة الاعتدال على العنصرية اليمينية المتطرفة. ومع ذلك، نجد أن العديد منا يتردد في الاقتراب من صناديق الاقتراع، مما يدعو للتساؤل: لماذا نتجنب المشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية؟
اليوم، نشهد هجمات على القوانين التي تهدف إلى تعزيز ثقافة احادية مقابل الثقافة التعددية ، مما يجعل من الصعب على المواطنين من أصول أجنبية العيش بكرامة. إن خيار التغيير هو بأيدينا، وصوتنا الانتخابي هو الأداة التي يمكن أن تعكس رغبتنا في تحقيق مجتمع أكثر عدلاً وتسامحاً. إذا استمررنا في الهروب من مسؤوليتنا، فإننا بذلك نهدد مستقبل أبنائنا ونفشل في حفظ حقوقهم.
من المهم أن نعي أن صوتنا الانتخابي ليس مجرد حق، بل هو أمانة. إنه وسيلة للتعبير عن تطلعاتنا نحو حكومة تحترم التعددية الثقافية وتعمل على إلغاء القوانين الجائرة. يجب أن تعمل جميع الأحزاب على تغيير النظرة السلبية تجاه الأجانب وثقافاتهم، لأننا جميعاً سواسية، ولا فرق بين إنسان وآخر إلا من خلال الأفعال.
التغيير المتبادل بين جميع الأطراف هو ضرورة ملحة لوقف العنف والجريمة والكراهية. إذا أردنا مجتمعاً يسوده القانون، يجب أن نكون جميعاً جزءاً من الحل. لذا، دعونا نتحلى بالشجاعة ونخرج إلى مراكز الاقتراع، لنرفع أصواتنا ونطالب بالتغيير. فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، والتغيير الحقيقي يبدأ عندما نقرر أن نكون جزءاً من العملية.
فلنكن صوت الحق في جميع شرائح المجتمع، ولنعمل سوياً نحو مستقبل أفضل لأبنائنا وللأجيال القادمة.
محمود الدبعي
رئيس المنظمة الدولية للسلام والديمقراطية والمواطنة
السويد
مقالات الرأي تُعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن SWED 24